خرائط جوجل
سلّط الباحثون الضوء على القضية الفلسطينية من خلال عدة وسائل، منها بيانات الخرائط، وذلك لتحديد موقع الهجمات وتوثيق الدمار الذي تتعرض له الأراضي العربية المحتلة.
وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»؛ فإن محقق البيانات سمير، يقول:«حقيقة أننا لا نحصل على صور عالية الدقة من الأقمار الصناعية من إسرائيل والأراضي الفلسطينية».
وفي الواقع، تظهر الكثير من إسرائيل والأراضي الفلسطينية على «Google Earth» كصور منخفضة الدقة للأقمار الصناعية، على الرغم من توفر صور عالية الجودة من شركات الأقمار الصناعية؛ إذ بالكاد يمكن رؤية السيارات في مدينة غزة.
اقرأ أيضًا: الكتابة بدون نقاط.. ما علاقة «فيس بوك» بوقف منشورات القضية الفلسطينية؟
وتم مقارنة ذلك مع بيونج يانج، العاصمة السرية لكوريا الشمالية، حيث يتم تحديد السيارات بشكل حاد ومن الممكن التعرف على الأفراد.
أصبح استخدام صور الأقمار الصناعية عنصرًا حيويًا في الإبلاغ عن الصراع؛ إذ في المواجهة الأخيرة بالشرق الأوسط يتطلع المحققون إلى التحقق من مواقع إطلاق الصواريخ والمباني المستهدفة في غزة وإسرائيل، باستخدام الأقمار الصناعية.
ومع ذلك، وعلى «Google Earth» منصة الصور الأكثر استخدامًا، فإن أحدث الصور لمنطقة غزة ذات دقة منخفضة وبالتالي ضبابية، كونها تعود لعام 2016 وتبدو كقمامة.
من جانبه، قال الصحفي جراد أريك تولير، أنه قام بتكبير بعض المناطق الريفية العشوائية في سوريا والتقطت أكثر من 20 صورة منذ ذلك الوقت بدقة عالية جدًا، فيما تقول «Google» إن هدفها هو الحفاظ على الأماكن المكتظة بالسكان محدثة بشكل منتظم، ولكن هذا لم يكن هو الحال في غزة.
حتى العام الماضي، فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا على جودة صور الأقمار الصناعية لإسرائيل والأراضي الفلسطينية التي سُمح للشركات الأمريكية بتقديمها على أساس تجاري، وتمت كتابة هذا التقييد في تعديل (KBA) - تشريع أمريكي يعود تاريخه إلى عام 1997 - لدعم المخاوف الأمنية الإسرائيلية.
وبموجب قانون التجارة الدولية، سُمح لمزودي صور الأقمار الصناعية في الولايات المتحدة بتقديم صور منخفضة الدقة بحجم بكسل لا يقل عن مترين.
ومع ذلك، بمجرد أن تمكّن مزودو الخدمات غير الأمريكيين من توفير هذه الصور بدقة أعلى، تعرضت الولايات المتحدة لضغوط متزايدة لإنهاء قيودها، وفي يوليو 2020 ، تم إسقاط KBA ، والآن تسمح حكومة الولايات المتحدة للشركات الأمريكية بتقديم صور عالية الجودة للمنطقة.
تحدثت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى «Google» و«Apple»، من أجل عرض تطبيقات الخرائط الخاصة بهما أيضًا؛ لتقول شركة آبل إنها تعمل على تحديث خرائطها قريبًا إلى دقة أعلى تبلغ 40 سم.
فيما أوضحت شركة جوجل أن صورها تأتي من مجموعة من مقدمي الخدمات وهي تنظر في«فرص تحديث صور الأقمار الصناعية الخاصة بها مع توفر صور عالية الدقة، لكن شركة جوجل أضافت أنه ليس لديها خطط للمشاركة في الوقت الحالي».
تعتمد منصات رسم الخرائط العامة، مثل «Google Earth» و«Apple Maps»، على الشركات التي تمتلك أقمارًا صناعية لتوفير الصور، ويعد «Maxar and Planet Labs»، وهما من أكبر المختبرات، توفران الآن صورًا عالية الدقة لإسرائيل وغزة.
وأكدت شركة «Planet Labs» لشبكة «بي بي سي»، أنها توفر صورًا بدقة 50 سم، ومع ذلك، يعتمد المحققون بشكل كبير على برنامج رسم الخرائط المجاني ولا يتمتعون في كثير من الأحيان بوصول مباشر إلى هذه الصور عالية الدقة.
تعليقات الفيسبوك