يمسك بأشقائه الصغار جيدًا ويحاوطهم حتى لا يحدث لهم مكروها، في الوقت الذي يسيطر فيه الظلام على المكان نتيجة انقطاع الكهرباء، بينما صوت الصواريخ والغارات في الخارج لا يتوقف، تخفق قلوبهم باستمرار، ربما بعد دقائق من الآن يكونون قد ذهبوا إلى الله وأنهى القصف الصهيوني حياتهم، وربما يكتب لهم العيش لساعات إضافية أخرى يشهدون فيها على غارات وقصف من الصهاينة، أو يعيشون ليحلموا بحياة كريمة وباسترداد أراضيهم.
«شادي صبح»، فلسطيني يقطن في شمال قطاع عزة، بعد القصف المتواصل بجانب منزلهم، ردد هو وأشقائه «الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله»، وفي كل مرة يسمعون صوت الصواريخ، ترتعش أجسادهم، ويرددون بصوت عالٍ «يارب.. يارب» بينما تبكى الأطفال ويصرخون.
شادي لـ«الوطن»: 6 ساعات من القصف المتواصل
يحكي «شادي» لـ«الوطن» ما حدث معهم في أول أيام عيد الفطر المبارك، فبعد 6 ساعات متواصلة من القصف المستمر والمتواصل يوم وقفة العيد، عاد القصف مجددًا الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل: «صار في قصف قوي جدًا جنب البيت، اضطرينا ننزل من البيت ونتحرك ونسكن في الشوارع، كل الأسرة وكل العيلة نزلت، حوالي 4 شخص كانوا بالشارع وقت القصف»، أصيب والده وبعض أفراد أسرته في القصف الغشيم عليهم: «والدي بالمستشفى منذ أيام، واستقبل أولاده جرحى، ربنا يهونها علينا».
خلو كل العالم يشوف المجازر لليوم الثالث ما اشوف ابوي وهو طوارئ بمستشفى الاندونيسي وفجأة يستقبل اولاده جرحي ونصنا راح بمكان وندور ع بعض اليوم كان هو اسوأ يوم بحياتي كانت زي يوم القيامة يا الله يا الله مو مصدق انا لهلا عايش او وأهلي يا عالم يا الله حدا يقلنا شو بصير pic.twitter.com/IPMUsqWK1f
ومن الساعة الواحدة حتى الثانية والنصف، زادت حدة القصف الصهيوني، وقام «شادي» بتوثيق لحظة قصف الاحتلال الصهيوني لمنزلهم بقطاع غزة بالفيديو، كما وثق أيضًا لحظة خروجهم من المنزل مسرعين يبحثون عن ملجأ وحياة أخرى، بينما يبحث هو ومن معه عن أسرته ويردد «يارب.. احنا رايحين للموت يارب.. كل الشوارع متكسرة.. يا جماعة اللي في داره يطلع، يا جيران اللي في الدار يطلع كلنا طالعين».
كم مرة قلنا يا رب وكم مرة احنا سالمين لسة عايشين لسة بخير لسة ما متنا قول يا رب قول يا حبيبي لا تخاف كل هذا والقصف على غزة لا زال حتى الآن #GazzaUnderAttack يا الله يا الله ما لنا غيرك يا الله يا الله ارحم عبدك يا الله pic.twitter.com/fSflXVhz3P
يروي «شادي» بصوت خافت بسبب استغراق بعض من أفراد أسرته في النوم أخيرًا بعد توقف القصف: «ولا دقيقة مرت من الساعة 1 للساعة 2 ونص ليلة العيد إلا كان فيها أصوات انفجارات، وكل الفيديوهات وثقت فيها الرعب والخوف للنساء والأطفال، لولا عناية الله ما كنا عشنا، كان في مجزرة راح تصير ربنا نجانا منها، مرت علينا حروب في 2008 و2009 و2014، كل الحروب دي شيء، وهذه الساعة كانت شيء آخر من شدة الرعب اللي عشنا فيه».
تعليقات الفيسبوك