بين أصوات المفرقعات ودماء الشهداء وصرخات الأطفال، لم تجد سيدة فلسطينية بعدما أجبرها القدر على ترك مهنتها في التدريس سوى قلمها، وذلك من أجل التعبير عن تجاربها، وما تراه يوميًا من مشاهد مأساوية تعيشها بلادها على أيدي قوات الاحتلال الصهيوني بين الحين والآخر، لعل آخرها ما شهدها حي الشيخ جراح.
عبير أبو عيد: هفضل أكتب 100 قصة في وجه الاحتلال
وفي أعقاب الهجمات المتلاحقة في فلسطين، تستعد عبير محمود أبو عيد، السيدة الفلسطينية البالغة من العمر 55 عامًا، لنشر قصتها القصيرة باسم «شمس وقمر» بجريدة القدس، عن الشهيد محمد الدرة والشهيدة إيمان حجو، فيما تدون بقلمها هذه الأيام واحدة أخرى باسم «لقاء الأرواح».
و«لقاء الأرواح» هي إحدى الروايات التي كانت شرارتها تلك الأحداث الدامية التي راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين؛ لتتذكر «عبير» تجربتها عندما كانت متطوعة في مستشفى الفرنساوي مار يوسف، عام 2014 وقت الحرب على غزة.
تجربة التطوع لم تكن الوحيدة التي تتذكرها «عبير»، الحاصلة على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها ودبلوم بالتربية الثانوية من جامعة بيت لحم؛ قائلة: «ما زلت أذكر والدي رحمه الله توفى في الذكرى السنوية الأولى بشهداء مجزرة الأقصى في 8 أكتوبر عام 1990، ووقتها أغلق العدو كل أبواب المسجد الأقصى.. وعندما وصلت جنازة أبي خاف اليهود منها وهربوا وفتح الناس الأبواب ودخلوا مع جنازة أبي».
وتابعت السيدة الخمسينية التي بدأت في كتابة القصص القصيرة والشعر والنثر، تفاصيل المآسي التي تعرضت لها عائلتها: «وفي ليلة الأربعين للمرحوم أبي استشهد ابن عمي في ذكرى الاستقلال، هو الشهيد موسى غازي أبو عيد».
تلك التفاصيل المؤلمة، كانت دافعًا أمام المعلمة والكاتبة من أجل مواصلة التعبير عن معشوقتها القدس، مرددة: «لسه هفضل أكتب وبكتب حتى أوصل لـ100 قصة وأضعها في كتاب».
تعليقات الفيسبوك