صوت يسمعه الجيران، حيوان أليف، لا يقوى على مساعدة نفسه، ليس فقط كونه قط صغير، ضعيف القوى، بل لأنه أيضًا كفيف ومحروم من الرؤية، شعر بأنه في ورطة، بعد أن وقع عن طريق الخطأ في مكان عال، ومفتوح من الأجناب، أخذ يصرخ بصوت القطط المعروف، يستغيث على طريقته التي لا يعرف غيرها، يبحث عن قلب رحيم ينجده مما هو فيه، قبل أن يرق قلب أحدهم وينقل استغاثته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليأتي من ينقذه في اليوم ذاته.
في مشهد تجسدت فيه معاني الإنسانية والرحمة، غامر الشاب أحمد المقدم، بحياته، من أجل إنقاذ قط أعمى، بعدما تفاعل الجيران مع استغاثة القط، لتنقلها عل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فيجدوا الرد السريع من المنقذ.
تروي شيماء سيد، مربية القط، والتي أبلغت عن الواقعة لإنقاذه، تفاصيل ما حدث لـ«الوطن»، قائلة، إن القط يدعى «توفي»، ولديه مرض في عينه منذ صغره هو وكل إخوته، بسبب أن الأم مريضة بفيرس ينتقل لهم أثناء تنظيفها لهم بلسانها، «جبتلهم مضاد حيوي ومسحتلهم بقطنة وقطرة كل 4 ساعات، كلهم فتحوا ماعدا توفي».
عدم إبصار القط «توفي» هو ماربط مصيره بـ«باب شقة» شيماء، كما يدخل أحيانا إلى البيت وينام بالداخل خاصة في أوقات الشتاء، فتقول «لأن عندي كلاب وقطط ذكور مجرد ما حد يقرب منه هو بيبخ فيهم فتقوم خناقة، فبيحب يخرج ويطلع السطح، وهو ده اللي خلاه يقع في المنور».
كل يوم ينتظر «توفي» مربيته على باب شقتها من أجل إطعامه، ومنذ أيام، بحثت عنه 3 أيام متتالية وهو مختفي بشمل غريب، «لغاية ما اكتشفت مكانه بالصدفة وكان هزيل جدا عملنا محاولات كتير جدا مع أخواتي وأولادي كلها فشلت فكتبت على جروبات الإنقاذ أنا وابني، عشان نلاقي حد يساعده».
ساعات من الخوف عاشها القط «توفي» فوق سور أحد المناور، قبل أن ينقذه المهندس المصري أحمد المقدم، الذي ما لبث أن جاء مسرعًا من أجل تخليصه من المأزق، «جالنا من آخر الدنيا هو ساكن في 6 أكتوبر والمشوار بياخد وقت لكنه جالنا في تلت ساعه بالظبط»، وسط دعوات المحيطين له الذين وصفوه بالـ«سوبرمان».
بواسطة حبال متينة، ربط «أحمد» نفسه وحزم وسطه ثم علق الحبل بسطح البناية، لينزل من أعلى إلى مكان القط، وفي يده حقيبة، فتحها وأخذ القط بلطف بعد أن طبطب عليه وطمأنه، ثم وضعه في الحقيبة وأغلقها، ليعلقها في جنبه، وينزل إلى أسفل بالحبال حتى دخل من إحدى الشرفات وسلم الأهالي القط مرة أخرى.
إشادات وكلمات استحسان تلقاها الشاب الثلاثيني على ما قام به، والحركة الخطيرة التي قام بها من إنقاذ نلك الروح البريئة من الموت إذا تحركت في أي اتجاه، وما زاد من شكر الجميع له حينما عرضوا عليه الأموال ولكنه رفض، «أنا بتطوع أنقذ الحالات دي لوجه الله، مباخدش مليم».
تعليقات الفيسبوك