حاملون أرواحهم على كفوفهم، لا يهمهم سوى بذل كل ما في وسعهم من أجل مساعدة مرضى فيروس كورونا المستجد على التعافي، ورغم الصعاب واحتمالية إصابتهم، إلا أن مهنة الطب لا تعرف الاستسلام، وذلك شعار كل من يدخلها، فالأطباء هم الجيش الأبيض، والتمريض هم ملائكة الرحمة، وبين عزل العناية المركزة واللف على بيوت مرضى كوفيد 19، يقضي «إسماعيل عبدالله» وقته يوميا.
إسماعيل عبدالله حسن، شاب يبلغ من العمر 23 عاما من محافظة المنيا، يعمل ممرض في مستشفى العزل بالعناية المركزة بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي، ليبدأ بتخصيص وقته، المتبقي لخدمة المرضى بشكل عام، ولم يقتصر الأمر على مرضى كوفيد 19، بل كل من في حاجة إلى رعاية سيجده بحواره دائما.
«أنا قضيت سنة الامتيار بتاعتي في محافظة المنيا، ودلوقتي عايش في القاهرة، وشغال في مستشفى خاص في عناية العزل».. بتلك الكلمات بدأ الشاب العشريني حديثه لـ«الوطن»، حيث اعتاد على خدمة جميع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدة، خاصة المرضى الذين لا يتسطيعون الذهاب إلى المستشفيات أو حتى توفير نفقات الأطباء أو الممرضين الخصوصين.
منذ نحو عام، بدأ «إسماعيل» في التطوع لخدمة الغير، إذ وجد أن الكثيرون يتصلون به للاستنجاد وبالفعل، ينتهي من نوبته بالمستفى ليهرول إلى بيوت المرضى ويساعدهم على الشفاء «مش بيفرق معايا الوقت اللي بيطلبوني بيه ، ساعات الموضوع بينتهي بالتليفون وبقولهم يتصرفوا إزاي وفقا لروشتة الطبيب أو برتوكول العزل اللي مصروفلهم وساعات لازم أروح لحد عندهم علشان اتابع معاهم».
ولم يكترث الممرض العشريني كثيرا بشأن امر اصابته بالفيروس التاجي واحتمالية التقاطه العدوى «طالما باخد احتياطاتي خلاص وفي الأخر الفيروس ده نصيب وقضاء من عند ربنا، وأنا مقدرش اتجاهل حد محتاجني».
يحاول «إسماعيل» الاستجابة لجميع المرضى وليس فقط مرضةى كروونا ويفعل ذلك بشكل مجاني ويوجه الأخرين نحو التصرف الصحيح وخاصة في البيوت البسيطة التي لا يقدرون فيها على الإنفاق على ممرض خاص يأتي للمنزل «الناس بتبقى محتاجة أي حد يدلها على الصح وانا لما بروح بيت أي حد بلبس الجاون وجاونتي والكمامة وببدأ اتعامل مع الحالة وده في كل المرضى اللي بروحلهم مش بس كورونا سواء في القاهرة أو المنيا».
ولا يحتاج الشاب العشريني سوى إلى دعوات الناس فقط، فهو يبغي ذلك العمل لوجه الله تعالى، وفرحته الحقيقة في شفاء المرضى الذين استنجدوا به أو كان مشرفا على حالتهم.
تعليقات الفيسبوك