طفل صغير لم يتجاوز عمره 10 سنوات، يمسك بخيوط كثيرة بها «بالونات» ملونة ومختلفة الأحجام، يتجول في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة، أملاً في الحصول على بضع جنيهات، يسد بها رمق أسرته الصغيرة، التي يتحمل مسئوليتها بعد وفاة والده، تراه متبسماً طوال الوقت، يقابل زبائنه بابتسامه تجذبهم، عارضاً عليه بضاعته «البالونات الملونة».
«الولد الجميل ده اسمه محمد، أعرفه من سنتين، كل يوم بيقف في نفس المكان، قدام جامعة المستقبل بالبلالين بتاعته، محمد باباه متوفي وبيصرف على مامته وإخواته الصغيرين، عشان مش عايز مامته تشتغل، حبيبي مش بيرضى ياخد فلوس غير لما اشتري منه حاجه، فلو حد بيعدي من هناك ساعدوا واشتروا منه»، تلك كانت رسالة الدكتورة سارة المهدي، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تحث فيها رواد الموقع على شراء البالونات من الطفل «محمد»، كي يستطيع الإنفاق على أسرته.
يقف الطفل الأنيق في الجهة المقابلة لجامعة المستقبل، أو أمام إحدى محطات الوقود بالمنطقة، يبيع البالونات الملونة، ويرفض تقاضي مساعدات من الغير دون التعب فيها، حيث تحدث لـ«الوطن» قائلاً: «أنا بقف أشوف رزقي، ومش عاوز أقول تفاصيل، أنا والدي متوفي، وباشتغل والشغل مش عيب، بصرف على أسرتي»، بهذه الكلمات المقتضبة، عبر الطفل «محمد سامي» عن الظروف التي دفعته للعمل في بيع البالونات، رافضاً الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى تخص حياته.
«أبوه متوفي، وأنا بشوفه باستمرار، ولما تكلمت معاه قالي إن عنده اخت عندها عامين، وأخ أقل من سنة، وإنه بيشتغل علشان رافض والدته تخرج للشغل، وهو بيبيع البلالين، وبيصرف على أسرته، وكل يوم بيفطر لوحده في الشارع، وفي حد ساكن في اللوتس، بيقول إنه بيشوفه آخر اليوم بالليل، مع راجل كبير علي فرش بلالين عند الجامعة الأمريكية، ونفسنا نتأكد الأول، ليكون الشخص ده بيسرحه فنقدر ننقذه»، وفق الدكتورة سارة المهدي.
تعليقات الفيسبوك