انتهى من عمله في وقت الظهيرة، استقل عجلته الصغيرة واستعد للعودة إلى المنزل، وأثناء مروره من على رصيف محطة القطار، فوجئ بسيدة تحاول المرور من على قضبان السكة الحديد، فكر في لحظة أنها لن تجرؤ على ذلك، فالقطار على بعد أمتار قليلة من الوصول، لكن ما خاف منه حدث، السيدة مرت وكادت أن تفقد حياتها، فكان منقذها من الهلاك.
جمال محمد أحمد، يعمل مدرسا بالمعهد الديني بقرية «الشقر» التابعة لمركز الفشن في محافظة بني سويف، أثناء وجوده على رصيف محطة الفشن، فوجئ بالسيدة تمر من على قضبان السكة الحديد، نظرًا لإغلاق المزلقان لوجود أعمال بناء في هذه المنطقة، وكان القطار على بعد 10 أمتار فقط تقريبًا، يقول: «مش عارف إزاي فعلًا أخدت القرار بالمرور، فضلت أزعق وأعلي صوتي وأقولها بلاش بس هي أخدت القرار».
أنقذها «جمال».. فكاد يفقد حياته
وأثناء مرورها حاملة شنط وأكياس اختل توازنها، وسقطت على القضبان من الفزع وهول المشهد، فقدت السيدة وعيها من هول المشهد فالقطار يقترب، والجميع ينظر ولم يحرك ساكنًا، سوى «جمال» الذي ترك عجلته وقفز على القضبان وقام بحملها وإبعادها عن القطار، ولولا انتباه سائق القطار لهما، لتوفي في الحال: «المسافة كانت صغيرة جدًا وطبعًا القطار سريع، لو مكانش هدى سرعته ووقف، مكنتش هلحق أتحرك، وكنت هموت، بس العناية الإلهية وستر ربنا أنقذني»، حسب حديثه لـ«الوطن».
يلتقط أنفاسه بسرعة، يعلو صدره وينقبض ثم ينبسط مرةأخرى، لا يكاد يسمع ما حوله من أصوات وحديث المارة التي تردد: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، وبكاء السيدة لا يتوقف: «كان مشهد صعب، بعدها مكونتش متخيل إني أنقذتها وإن القطر وقف، الحمد لله».
تعليقات الفيسبوك