أعلن عدد من العلماء أنه من المرجح أن يدخل الصاروخ الذي أطلقته أول محطة فضاء صينية الأسبوع الماضي إلى الغلاف الجوي في 8 مايو الجاري، وجاء ذلك وفقًا لتنبؤات التتبع الفضائي المبكرة، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية مايك هوارد في بيان أصدره أمس «لا يمكن تحديد نقطة دخول الصاروخ الدقيقة إلى الغلاف الجوي للأرض إلا في غضون ساعات من عودته، والتي من المتوقع أن تكون في حوالي يوم 8 مايو».
وأضاف البيان: «حتى ذلك الحين، سيقدم سرب التحكم في الفضاء الثامن عشر تحديثات يومية لموقع جسم الصاروخ على www.space-track.org بدءًا من 4 مايو. وسوف نقدم معلومات إضافية عندما تصبح متاحة».
وبعد إطلاق الصاروخ في 28 أبريل الماضي أصبح جسم الصاروخ الفارغ الآن في مدار بارتفاع 162 × 306 كيلومترًا وفقًا لسرب التحكم الفضائي الثامن عشر في الفضاء الأمريكي، بانخفاض عن مدار أولي يبلغ 170 × 372 كيلومترًا، وبدون القدرة على إعادة تشغيل محركات الصاروخ وعدم السيطرة عليه، سيتم جر المرحلة الأساسية نحو الأرض عن طريق زيادة الاصطدامات مع الجزيئات في الغلاف الجوي للأرض، تقلبات الغلاف الجوي والمتغيرات الأخرى والسرعة العالية للمرحلة تعني أن التنبؤات الدقيقة بموعد ومكان إعادة دخول المرحلة لن تكون ممكنة إلا قبل ساعات قليلة من وقوع الحدث.
ويأتي الميل المداري لمرحلة «Long March 5B» الأساسية بمقدار 41.5 درجة مما يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلاً عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة دخوله في أي نقطة، ويتوقع آخر تحديث صدر بالأمس 4 مايو من شركة الفضاء الجوي أن إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي ستحدث في 9 مايو 04:37 بتوقيت جرينتش، بهامش خطأ زائد أو ناقص 28 ساعة.
وكانت صرحت وكالة الفضاء الروسية «Roscosmos» بالأمس، بأن نظام التحذير الآلي الخاص بها بشأن المواقف الخطرة في الفضاء الخارجي أشار إلى أن الصاروخ «Long March 5B» قد تم إعداده لعودة دخول غير خاضعة للرقابة، ولم تعلق الصين بعد على وضع المسيرة الطويلة وتخطط لإطلاق المزيد من المركبات الفضائية ومركبات الإطلاق لبناء محطة فضائية من ثلاث وحدات خلال 2021- 2022.
وتستعد الصين حاليًا لإرسال مركبة الشحن الفضائية «Tianzhou-2» إلى «Tianhe» في الأسابيع القليلة المقبلة باستخدام صاروخ «Long March 7» من المتوقع أن ترسل المهمة الأولى «شنتشو -12»، ثلاثة رواد فضاء إلى الموقع المداري الجديد في يونيو المقبل.
وكان تم تصميم «Long March 5B» خصيصًا لإطلاق وحدات لمحطة الفضاء الصينية في مدار أرضي منخفض، وشهدت رحلة تجريبية له في عام 2020 أيضًا وصول المرحلة الأساسية إلى السرعة المدارية، وشهد هذا الحادث عودة المرحلة فوق المحيط الأطلسي مع تقارير محلية تشير إلى أن الحطام من تلك المرحلة التي يبلغ وزنها 20 طنًا يبدو أنه نجا من العودة وهبطت في دولة كوت ديفوار الأفريقية.
وكان رئيس مكتب برنامج سلامة الفضاء لوكالة الفضاء الأوروبية هولجر كراغ ، أخبر «spacenews» أن متوسط كتلة الصاروخ حوالي 100 طن وعلى دخول الغلاف الجوي بطريقة غير خاضعة للرقابة كل عام، قائلًا: «من الصعب دائمًا تقييم كمية الكتلة المتبقية وعدد الشظايا دون معرفة تصميم الجسم ، لكن القاعدة العامة المعقولة هي حوالي 20-40٪ من الكتلة الجافة الأصلية».
موضحًا على عكس صواريخ «Long March القديمة»، تستخدم المرحلة الأساسية «Long March 5B» الهيدروجين السائل والأكسجين السائل للوقود، كما تستخدم صواريخ الجيل الأقدم من سلسلة «Long March 2» و 3 و 4 مجموعة دافعة سامة من الهيدرازين ورباعي أكسيد النيتروجين، والتي من شأنها أن تجعل الحطام المتبقي من إعادة الدخول محتمل أن يكون خطيرًا على أي شخص يقترب من الحطام.
ويقع الحطام الناجم عن إطلاق الصواريخ الصينية من موانئ الفضاء الداخلية في بعض الأحيان داخل مناطق مأهولة بالسكان، من المفهوم أن الصين تتخذ الاحتياطات ضد التسبب في الإصابة من خلال إشعارات السلامة وعمليات الإخلاء وحساب مناطق سقوط الصواريخ ، فضلاً عن تجربة التقنيات بما في ذلك زعانف الشبكة والمشابك.
في حين الكثير من الاهتمام للتهديد الذي يتعرض له الأشخاص على الأرض والطائرات أثناء الطيران من عودة دخول مكونات الأقمار الصناعية والصواريخ، فقد أثارت شركة الفضاء العام الماضي قضية التلوث الناتج عن إعادة الدخول.
تعليقات الفيسبوك