الهدوء يسيطر على المستشفى قبل ساعة واحدة من موعد الإفطار، يكسره أصوات استغاثات قادمة من الخارج، الأصوات تعلو وتقترب أكثر من صالة المستشفى، حينها ظهر رجل في منتصف العمر، يحمل طفلة بين يديه، يُسمع أصوات شهيقه وزفيره من كان في البلدة المجاورة، سمع طبيب ما حدث فخرج متسائلاً، حينها ركز الرجل على قدميه وقدم ابنته قائلاً: «بنتي داست عليها عربية».
استقبل الطفلة محمود حسام، طبيب تكليف حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة بمستشفى المنصورة الجامعي، كانت لا تتنفس نهائيًا وأطرافها باردة كالثلج، كل شيء يشير إلى وفاتها، ولكن «حسام» كان لديه إيمان كبير بإمكانية عودتها إلى الحياة، الصالة امتئلت بأهل الطفلة، والطبيب أخذها وصعد إلى الدور الثاني.
تفاصيل اللحظات الصعبة
يحكي الدكتور حسام، تفاصيل الدقائق الصعبة التي مرت عليه، حيث أخذ الطفلة فورًا من والدها: «الكلام ده قبل ساعة من الفطار، أخدت الطفلة من والدها لأنها مكنش قادر يشيل نفسه حتى وطلعت فوق أنا وطبيب التخدير، وعملنا CPR يعني إنعاش قلبي رئوي، وطبيب التخدير كان دخل أنبوبة في رئتها عشان نديلها أكسجين، دقائق لغاية ما قدرت البنت واحدة واحدة نبضات قلبها ترجع، كنت سامع النبضات وأنا بعملها الإنعاش».
عودة إلى الحياة ثم وفاة
لم يصدق «حسام» أن الطفلة عادت إلى الحياة بالفعل، قلبها عاد للعمل وأصبحت تتنفس، ولم يصدق والد الطفلة أنها عادت بالفعل: «فضلوا يشكروا ربنا ومكانوش مصدقين، الأكسجين رجع وقلبها كان بينبض، رجعناها للحياة تاني».
وثق «حسام» لحظة استعادة الطفلة الحياة بالفيديو، فرؤيتها أمام عينيه تتنفس وتدمع كانت لحظة لن ينساها، ولكن في اليوم التاني، عاد إلى السؤال عنها، علم أنها توفت نتيجة نزيف داخلي، مما أصابه بالحزن الشديد: «مسحت الفيديو اللي صورته وحزنت جدًا، كانت لحظات لا توصف فعلاً».
تعليقات الفيسبوك