فرحة طاغية ملئت قلبه الصغير فور ختمه للقرآن وأصبح حافظا له وتم تكريمه عدة مرات إلى جانب تفوقه الدراسي، ليرسم «عمر محمود» آمالا عريضة لما سيفعله في مسيرته المهنية وحياته الخاصة، إلى أن اصطدمت طموحاته بصخرة الواقع وتبخرت أحلامه فور علمه بإصابته بنوع خطير من السرطان ولم يتبق له سوى أيام قليلة يودع فيها الجميع وأهله مثلما أخبره الأطباء.
«عمر» طالب في المرحلة الإعدادية متفوق في حياته العلمية ويواظب على الصلاة وحفظ القرآن الكريم إلى حد تتويجه بعدة جوائز بسبب صوته العذب الذي يخطف القلوب قبل الأذان، وفي 4 فبراير2020، عانى الصبي البالغ من العمر 15 عاما، من بعض المتاعب ليجد نفسه مصابا بورم نادر في المخ.
وتروي والدته «هند»، أن «عمر» في العام الماضي كان يشعر بازدواجية في الرؤية «مكنش شايف كويس وبيشوف الحاجة اتنين ودكتور العيون قال دي حساسية بس برضو متحسنش ووديته مستشفى تاني قالوا لازم رنين على المخ ولما عملناه لقينا في ورم».
رحلة علاج بدأت بالتفاؤل والأمل وانتهت باليأس والإحباط، خاضها الصغير من أجل التعافي من المرض الخبيث حيث جرى تشخيصه بـ«ورم خلية جرثومية مختلط»، وظل فترة تحت العلاج داخل مستشفى الأورام وخضع للعلاج الكيميائي والإشعاعي لأن الاستئصال ليس خيارا واردا، وأجرى عملية «الاستسقاء»، وأن الورم من النوع الخبيث.
ورغم مرور نحو عام على العلاج إلا أن الوضع لم يتغير كثيرا، حيث داهمته الآلام الشديدة ولم يعد قادرا على التحمل، وبالفحص وإعادة الرنين مرة أخرى تبين أن الورم كبر حجمه وأصبح ضاغطا على المخ ولم يعد هناك أمل في النجاة، «هو في البيت بقاله فترة لأن المستشفى قالت مش هنقدر نعمله حاجة تاني، من يوم التلات اللي فات عمر مبقاش قادر يتحرك ولا يمشي وعنده خلل في التوازن وكمان مش بيشوف في أوقات كتير»، وفق حديث الأم لـ«الوطن».
حالة نفسية سيئة للغاية يعاني منها «عمر» والذي كان في السابق ممتلئ بالنشاط والحيوية ويؤم الناس في المسجد القريب منه بكوبري القبة، حتى أصبح عاجزا عن الوقوف والحركة «لقيته بيقولي أنا ليه بيحصلي كده ومش قادر أمشي، أمله الوحيد أنه يسافر بره لأن هنا قالولنا أنه يتحول على عيادات للألم ومسكنات وخلاص مفيش حاجة تاني هتتعمل، أنا نفسي ابني يتعافى ويتعالج وأفرح بيه مش أنه يفضل مستني أنه يموت».
تعليقات الفيسبوك