وقت طويل يقضيه طبيب شاب يوميا داخل أروقة المعهد القومي للقلب متنقلا بين غُرف العمليات وحجرات المرضى وصالة الاستقبال من أجل إنقاذ حياة المرضى، متسلحا بملابسه الوقائية وأدواته الطبية لا يترك مشرطه من يديه إلا قبل دقائق معدودة من موعد أذان المغرب المرتبط بتناول الإفطار في رمضان؛ حتى ذلك التوقيت حينما يناديه واجب الضمير يتركه أيضا، لإنقاذ حياة مريضة لا يعلم عن هويتها أو ديانتها أي شئ كل ما يهمه فقط حالتها الصحية، غير مدركا أن صورة له بالصدفة وهو ملقى على مقعد أثناء تبرعه بالدم لتلك المريضة قد تلقى ثناءً من قبل مديريه وأصدقائه.
الطبيب المتبرع بالدم لإنقاذ مريضة: وصلت وقت المغرب في حالة حرجة
تلك التفاصيل صاحبها الدكتور أحمد الشاذلي، أخصائي تخدير بالمعهد القومي للقلب، والذي كان على موعد مع واقعة قد تكون مشابهة لعشرات القصص التي يعايشها يوميا هو ورفاقه لكنها برزت بالتقاط صورة له أثناء تواجده ملقيا على أحد المقاعد بعد دقائق من موعد أذان المغرب من أجل التبرع بالدم لمريضة وصلت استقبال المستشفى في حالة حرجة؛ ليقول لـ«الوطن»: «ده الطبيعي اللي أي دكتور بيعمله، عرفت بالصدفة إن المريضة مسيحية وزوجها وقتها كان مستغرب وتفاجأ من موقفنا وإن طاقم العمل كله بيجري وقت الفطار ومش متوقع اللي عملناه مع إن ده عادي».
حالة الاستغراب التي وصفها أخصائي التخدير بالمعهد القومي للقلب، نابعة من التفاصيل التي سبقت تبرعه بالدم كون المريضة العشرينية وصلت إلى الطوارئ قبل الإفطار بدقائق معدودة؛ في الوقت الذي كان يستعد فريق الجراحة بالكامل لتناول الإفطار معا لأول مرة، لكنهم جميعا تركوا مقاعدهم في الحال بداية من الاستشاريين حتى الأخصائيين؛ ليظل قرابة الـ9 أطباء على أقدامهم لـ7 ساعات متواصلة حتى يتم إنقاذ حياة المريضة التي كانت تعاني من انسداد في الصمام الميترالي نتيجة الحمل وجرعات غير منتظمة من أدوية السيولة.
وحول تفاصيل التعامل مع المريضة، استقبلها الدكتور إبراهيم موسى، أخصائي التخدير من الاستقبال، وفي الحال تواجد فريق العمل بحجرة العمليات دون إفطار، وعلى رأسهم الدكتورة منى رمضان، استشاري الجراحة، والدكتور أحمد الخطيب، أخصائي تخدير، والدكتور أحمد عزت، والدكتور سمير عطا، ليتعاملوا جميعا مع حالة المريضة الحرجة والتي كانت تعاني من هبوط حاد بالدورة الدموية وفشل بعضلة القلب بسبب انسداد في الصمام الميترالي المعدني.
وأثناء إجراء العملية الجراحية، احتاجت المريضة إلى كيس دم في الحال ما جعل الطبيب أحمد الشاذلي، يخرج من أجل التبرع لها بعدما تطابقت فصيلة الدم وتم إجراء كافة الفحوصات وبعدها عاود لاستكمال مشاركته بالعملية التي انتهت بعد الساعة الواحدة صباحا في اليوم التالي، وحاليا تتواجد المريضة داخل غرفة للرعاية.
تعليقات الفيسبوك