تأثير كورونا في الهند
بعد فترة وصفها العلماء بـ«هدنة كورونا»، صال وجال الفيروس التاجي في الهند طولا وعرضًا، وتفشى في جميع أرجائها، فيما يشبه «الهدوء الذي يسبق العاصفة»، وأضحى الفيروس يشكل خطورة كبيرة على السكان هناك، إذ وصلت الإصابات لحد كبيرة وأصبحت هناك حالة وفاة كل 4 دقائق لكورونا بعاصمة الهند، لتعيش البلاد هناك موجة ثالثة أكثر شراسة، ما طرح تساؤولا حول ماذا يحدث في الهند ومدى تأثير كورونا هناك؟
الوضع في الهند «محزن»، هكذا وصفه مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، اليوم الإثنين، قائلًا إن منظمة الصحة العالمية تفعل كل ما بالإمكان، وتقدم المعدات والإمدادات الحساسة وبينها مكثفات الأكسجين والمستشفيات المتنقلة سابقة التجهيز وإمدادات المعامل». مؤكدا أنه أعلن توجيه 2600 إضافيين من العاملين في منظمة الصحة العالمية، للمساعدة في دعم جهود مكافحة المرض.
لليوم الخامس على التوالي، سجلت الهند رقما قياسيا عالميا لإصابات كورونا اليومية، في حين قفزت الوفيات الناجمة عن المرض أيضا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق خلال الـ24 ساعة الماضية، وسجلت البلاد اليوم رقمًا قياسيًا عالميًا في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا بأكثر من 352 ألف حالة، هو ما يعد رقما هيستيريا.
كما نشرت الحكومة طائرات عسكرية وقطارات لتوصيل الأكسجين من أقاصي البلاد إلى دلهي، وأظهر التلفزيون شاحنة أكسجين تصل إلى مستشفى باترا في دلهي، بعد أن أصدر استغاثة تقول إن لديه 90 دقيقة من الأكسجين المتبقي لمرضاه البالغ عددهم 260 مريضًا.
تصاعد الإصابات بفيروس كورونا في الهند تحول إلى مأساة حقيقية في ظل الأرقام القياسية للوفيات والإصابات لتصبح محارق الجثث أبرز ملامح المشهد في هذا البلد الذي يعاني من موجة ثالثة مدمرة لفيروس كورونا، في واحد من أكبر الكثافات البشرية في العالم، بينما تحول إيجاد مقبرة لدفن ضحايا كورونا في الهند إلى معضلة حقيقية.
كما تسببت طفرة الإصابات بفيروس كورونا في الهند إلى استنفاد إمدادات الأكسجين المنقذ للحياة إلى مستويات حرجة، وترك المرضى يموتون أثناء الانتظار في الطابور لرؤية الأطباء، إثر طفرة خبيثة جديدة ظهرت مؤخرا.
الأزمة الأكثر عمقًا جراء انتشار كورونا في الهند تتمثل في المقابر ومحارق الجثث، وفي الصور المفجعة لمرضى يلهثون ويموتون في طريقهم إلى المستشفيات بسبب نقص الأكسجين، وفق تقرير لوكالة أنباء أسوشيتد برس، حيث تنفد مساحات المقابر في العاصمة نيودلهي، وتضئ المحارق الجنائزية المضيئة والمتوهجة سماء الليل في مدن أخرى تضررت بشدة، وسط صراخ ودموع المواطنين هناك، وهم محاصرون بين قسوة كورونا وقلة الإمكانات.
ويقول الخبراء إن عدد ضحايا كورونا في الهند قد يكون أكثر بكثير من العدد المذكور، حيث لم يتم تضمين الحالات المشتبه بها، كما أن العديد من الوفيات الناجمة عن العدوى تعزى إلى أسباب أخرى.
تعليقات الفيسبوك