معاناة دامت لسنوات مع قصر القامة التي لا دخل له فيها، فهو أمر متروك لرب الأرض والسماوات، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الشاب أحمد عصفور، 21 عاما، من محافظة الشرقية، دائما ما يعاني من التنمر بسبب قصر قامته، حيث منعه التقزم من التمتع بحياته كما كان يتمتع باقي الأطفال، ولكنه لم يعترض يوما على قضاء ربه، وإنما استقبل الإعاقة بصدر رحب، ولم يضجر يوما منها.
محروم من السعادة
سنوات عديدة مرت في حياة الشاب العشريني لم يعرف خلالها للسعادة بابا، ولم يرتح يوما من نظرات المتنمرين عليه، أو من تلك الأحاديث الجانبية التي يتداولها البعض عند مروره من أمامهم: «بتصعب عليا نفسي وبقعد أبكي بسبب كلامهم عني، أنا مش ذنبي حاجه، ولا فيه حاجه بأيديا، ربنا خلقني كده وأنا راضي ليه الناس مش عايزه تسبني في حالي».
حلم الحصول على فرصة عمل
كبر «عصفور» وأكمل تعليمه وحصل على مؤهل متوسط، وحاول الحصول على فرصة عمل تتناسب مع قصر قامته ولكنه فشل في ذلك الأمر، بعدما زادت عبارات التنمر عليه: «محدش عايز يشغلني، علشان قزم، وكل ما أروح شغل الناس تقعد تتريق عليا، ومش عارف أعيش حياتي، وظروفي صعبة، ولازم اشتغل علشان أبويا كبير في السن، والدنيا ضيقة والأمور مش تمام».
سِبت الشغل علشان الزباين بتتنمر عليا
بعد بحث مكثف وجد «عصفور» عمل غير مناسب، وارتضى به لحاجته إليه، وفشل في تلك المرة أيضا في الاستمرار به، بعدما تعرض للتنمر من الزبائن، ليقرر ترك العمل والبحث عن غيره حتى لا يرى تلك النظرات القاسية مرة أخرى: «اشتغلت في محل فاكهة، لكن الناس مسبتنيش في حالي وكانوا بيتريقوا عليا، ويهزروا مع بعض، وأنا واقف ويبصوا عليا ويضحكوا، وده كان بيتعبني أوي، وبرضه كنت بفضل أعيط، علشان بتصعب عليا نفسي».
أحلام «عصفور» بسيطة وغير مكلفة، فقط كل ما يصبو إليه هو أن يحصل على فرصة عمل مناسبة وأن يكف الناس عن إيذائه بتلك النظرات القاسية التي لم يعد قادرا على تحملها: «عايز شغل ومحدش يتريق عليا، ولا حد يبصلي بنظرة مش حلوة».
تعليقات الفيسبوك