فاجعتان من حوادث القطارات ضربتا البلاد خلال الفترة الماضية، وخلفتا الكثير من المصابين والضحايا، وربما كانت الفاجعة الثالثة لتحدث لولا يقظة سائق قطار بمحافظة الشرقية، حيث أنقذ الأخير العديد من الركاب من مصير مجهول، بعد أن توقف السائق قبل سنتيمترات من سلك كهربائي كان سيترك القطار بركابه «حُطامًا».
وخرج القطار من مركز أبو كبير بالشرقية متجهًا ناحية الصالحية، وأثناء انهماك ناصر السيد، الشهير بـ«طبيلة»، في قيادة القطار وقت الظهيرة، لم تذهب منه يقظته ولو ثانية واحدة، رغم قيادته للقطار في ساعات الحر وقت الصيام، لكنه ظل محافظًا على انتباهه، ليرى السائق قبل مسافة قصيرة من كوبري إحدى القرى، أحد المزارعين وهو يلوح له بيديه.
انتباه سائق القطار منع فاجعة كبرى
يحكي «ناصر» لـ«الوطن»، أنه فور انتباهه للمزارع، لم يفكر سوى في إيقاف القطار: «قلت ممكن يكون في حاجة قدامي أو عيب أو حاجة، ممكن يكون الكوبري نفسه فيه خلل أو وقع، فأوقفت القطار واحدة واحدة، وفوجئت لما وقفت القطار قبل الكوبرى بوجود سلك كهربائي».
تصل كهرباء القطار إلى 600 فولت، بحسب سائق القطار، ومع وجود سلك كهربائي قادم من عمود على جانب الطريق، كان سيحدث ما لا يحمد عقباه: «السلك وقع من العمود وفضل متعلق في الهواء، لو كان السلك لمس في القطر، القطر كله كان هيتكهرب».
ويؤكد «ناصر» أن انتباهه إلى الشخص الملوح بيده ويقظته، هو السبب في منع الحادث: «مش كل سائق هياخد باله من الشخص اللي بيشاور على جنب الطريق، لو كان السلك مسك في القطر كنا كلنا ولعنا، وكنت أنا أول واحد هيتكهرب».
إبعاد السلك الكهربائي عن الطريق.. وتنبيه القادمين
ونزل السائق من القطار ليحاول إبعاد السلك ليمر هو والركاب بسلام، فأمسك به من المناطق المعزولة، وربطة في العامود بعيدًا عن السكة الحديد: «أول ما نزلت نزل ورايا الركاب، وصوروني وشكروني على يقظتي».
وفور وصول «ناصر» إلى محطة الصالحية، وجهته، أبلغ من بالمحطة بضرورة تبليغ القطارات القادمة بتوخي الحذر عند المرور من هذا الطريق: «وصفتلهم المكان وطلبت منهم يبلغوا السائقين، لتجنب أي حادث يحصل عشان نحافظ على أرواح الناس».
تعليقات الفيسبوك