تنشئة الأطفال على حب الخير وغرس قيم التعاون داخلهم، نهج تتبعه عديد من الأسر، ويكون شهر رمضان فرصة لترجمة ذلك على أرض الواقع، بالنزول للشارع ومساعدة المحتاجين، والتبرع للجهات الخيرية بالوجبات والمبالغ المادية البسيطة.
قبل أذان المغرب بساعة، خرج آسر أحمد، 9 سنوات، مع جده، حاملين وجبات إفطار، لتوزيعها على المحتاجين فى مناطق مختلفة «عين شمس والحلمية والمطرية»، المهمة التى كان الصغير متحمساً لها للغاية، ويحرص على القيام بها فى شهر رمضان.
وتحكى مروة محمد، والدة «آسر»، أن ابنها يحرص على القيام بمبادرات خيرية خلال شهر رمضان، كما عودته منذ عدة سنوات، فبخلاف توزيع الوجبات، يقوم بالتبرع بجزء من الأموال إلى الفقراء والشحاذين بالشارع: «عودته من هو أصغر من كده ياخد الفلوس ويدى الغلابة فى الشارع اللى فيه النصيب، لدرجة إنه لما بنكون ماشيين دلوقت فى الشارع، يقول لى يا ماما مش هتدينى فلوس عشان أديها للفقراء»، بحسب والدته، التى تحرص على غرس قيم المساعدة والمبادرات التطوعية فى نفوس أطفالها منذ الصغر، حتى تكبر معهم وتتطور للأفضل.
فى مدينة العريش تبرعت طفلة أخرى بمصروفها الشخصى، الذى تدخره بشكل سنوى، لإحدى الجمعيات الخيرية، لتوزيعه على الأيتام، وقال والدها إن ابنته تقوم بهذا العمل للعام الثانى على التوالى، حيث تدخر مبلغاً من المال من مصروفها الشخصى وتضعه فى حصالتها بالمنزل، وتقوم كل عام فى شهر رمضان بإيداع المبلغ الذى تمكنت من ادخاره فى حساب إحدى الجمعيات الأهلية الخيرية بوسط العريش، لإنفاقه على الأطفال الأيتام.
بدورها قالت الطفلة إنها كانت تتمنى أن يكون المبلغ كبيراً، لشراء ملابس للأطفال، ومستلزمات شهر رمضان والفانوس، موضحة أنها تبكى كثيراً وتتأثر حينما ترى الأطفال وقد حرموا نعمة وجود الأبوين أو أحدهما، مؤكدة أنها بهذا العمل البسيط توجه رسالة لجميع الفتيات بضرورة التبرع لدور الرعاية والجمعيات الخيرية التى تدعم الأطفال الأيتام، لأن الطفل الذى فقد أبويه يجب ألا يفقد المجتمع الذى حوله.
قال هشام الشعراوى، مسئول الجمعية الخيرية التى تبرعت لها الطفلة، إنها بالفعل أتت للعام الثانى على التوالى ومعها حصالتها الشخصية التى تدخر فيها مصروفها الشخصى وتبرعت للأيتام. وأوضح «الشعراوى» أنه قام بحصر المبلغ الذى كان فى حصالة الفتاة، وهو 173 جنيهاً، الجزء المدخر من مصروفها على مدار العام، وتبرعت به العام الماضى فى نفس الموعد من العشر الأوائل من شهر رمضان، وكان المبلغ حصيلة ادخارها 320 جنيهاً.
رغم صغر قيمة المبلغ الذى تبرعت به الصغيرة، لكن مسئول الجمعية يراه عظيماً، وله رمزية كبيرة جداً، موضحاً أن هناك طفلاً تبرع للجمعية عن طريق مكتب البريد بمبلغ 50 جنيهاً، ما أسعدهم لما لمسوه من عزيمة بالذهاب إلى مكتب البريد والتبرع بما يمتلكه، حتى لو مبلغ بسيط.
تعليقات الفيسبوك