«أنام في الشارع، لكن بناتي يعيشوا حياة كريمة» شعار رفعه مسن مقبل على الـ60 عامًا من عمره، بل وطبقه في حياته الواقعية، فهو أب لبنتين يريد أن يضمن لهما حياة كريمة، إذ قام علي حسن، 58 عامًا، ببيع منزله ووضع ثمنه كاملاً في البنك باسم بناته، ثم عاش في سيارة كان يعمل عليها سائقًا لمدة 7 سنوات كاملة في مدينة إدكو بمحافظة البحيرة، وعاشت بناته مع والدتهم في بيت جدهم.
«علي» يبيع البيت بنصف الثمن
القصة بدأت منذ 8 أعوام، حين فكر «علي» في كيفية تأمين مستقبل بناته والحفاظ على حياتهم المقبلة، التي لا يعلم كيف ستكون، بعد أن زادت طلباتهم وارتفعت تكاليف المعيشة، وكونه هو الأب والسند لهما لا يستطيع أن يقول لهم لا أملك المال، فقام بحل غريب وهو بيع البيت بنصف ثمنه، واستجئار شقة جديدة، إذ يحكي «علي»: «أنا راجل سواق ودخلي ماكنش كبير، ومصاريف بناتي كانت كتيرة لأنهم بياخدوا دروس في كل المواد، عشان كده بعت البيت وقعدنا في شقة إيجار في البداية، بس بعد كده لقيت الإيجار غالي، سيبت الشقة وبناتي وأمهم راحوا عن بيت جدهم، وأنا عشت في العربية، كانت هي شغلي وبيتي».
حياة «علي» في سيارته
كانت الحياة تسير بشكل مقبول بالنسبة لـ«علي»، بناته يأخذن ما يحتاجون إليه من المال من البنك، وأيضًا يقومن بزيارته من وقت لآخر، وظل «علي» راضيًا بحياته في الشارع، طالما طلبات بناته مجابه وولديهم ما يكفي حاجتهم من المال، إذ يروي «علي»: «بناتي الاتنين واحدة بتدرس في تربية، والتانية في معهد نظم ومعلومات، الأولى اتجوزت في مطروح وعملتلها فرح كبير هناك، ومن وقتها ماشوفتهاش، والتانية لسه بتدرس في الكلية».
علي: «عطيت بناتي عمري»
لم تستمر الحياة كما كان يعتقد «علي» بعد زواج ابنته الكبرى والتحاق الصغيرة بالجامعة، كانت الأموال الموجودة في البنك نفدت وأصبح الحساب فارغا، والسيارة التي يعمل عليها باعتبارها مصدر دخله الوحيد أصابتها الأعطال، وأصبحت بحاجة لمبلغ 10 آلاف جنيها تكلفة إصلاحها.
بنبره صوت في غاية الحزن، يحكي «علي»: «بناتي كانوا كل حياتي، أعطيتهم عمري كله ولو عندي أكتر من كده مش هحرمهم من حاجة».
تعليقات الفيسبوك