تتوالى الأزمات لتظهر شهامة المصريين، التي جاءت هذه المرة من نوع آخر ومختلف، فقدت عمدت فتاة عشرينية، بعدما تلقت خبر حادث قطار بنها، الذي أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، إلى النزول مسرعة إلى مشرحة المستشفيات التي استقبلت الضحايا، من أجل تكفين وتغسيل ضحايا حادث القطار مجانًا.
ياسمين جمال، طالبة بالفرقة الأولى بكلية الشريعة والقانون، تقطن بمحافظة القليوبية، تروي لـ«الوطن»، أنها عندما تلقت خبر الحادث، قامت مسرعة بتجهيز جميع أدوات الغُسل، حتى تساعد في تغسيل الموتى الذين وقعوا نتيجة الحادث الأليم، «أول ما عرفت جهزت الأكفان وجميع أدوات الغُسل.. علشان أقدر أساعد أهالي الضحايا».
ولم تنتظر الفتاة ذات الـ20 عامًا أن يطلبها أحد للمساعدة، ففور علمها بأماكن الضحايا، نزلت مسرعة من بيتها حتى تساهم في مساعدة أهالي الضحايا من خلال دخولها مشرحة المستشفيات التي استقبلت الموتى، الذين سقطوا نتيجة الحادث، «أنا اتعلمت الغسل من فترة.. وكنت قبل كدة بغسل موتى كورونا مجانًا.. ولما عرفت بالحادث زعلت جدًا وحسيت إن دي مهمتي.. ولازم أكون موجودة».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى لـ«ملاك الرحمة»، التي تطوع فيها لتغسيل الموتى، حيث إنها تقوم بهذا التطوع منذ 3 سنوات لغير القادرين، والمشوهون نتيجة موتهم بسبب الحروق، فضلًا عن موتى فيروس كورونا، «دي مش المرة الأولى ليا.. وكنت كل يوم بتنقل بين المحافظات علشان أقدر أرصد الحالات اللي بيرفض الحانوتية إنهم يغسلوهم».
وتوجه أهالي مدينة بنها للتبرع بالدم في المستشفيات، وتقديم وجبات السحور والإفطار لأهالي الضحايا والأطقم الطبية، فضلا عن تقديم المساعدة في محاولة إخراج الركاب من القطار ومساعدة رجال الإسعاف والحماية المدنية في القيام بعملهم.
تعليقات الفيسبوك