في كل المحن والأزمات التي يمر بها هذا البلد، يثبت أبناؤه الجدعان أنهم فرس الرهان الناجح دائما، الذي يمكن الاعتماد عليه لتقليل من وطأة أي أزمة مهما كانت شدتها، وهو ما دفع مجموعة من شباب محافظة المنوفية باسم «كتيبة الخير»، لتوزيع 500 وجبة إفطار مع أذان مغرب اليوم الاثنين، على أهالي مصابي قطار بنها المتواجدون حاليا بمستشفى بنها الجامعي، وغيرها من المستشفيات التي استقبلت مصابي الحادث.
ففي استجابة سريعة من «كتيبة الخير»، لهذا الحادث، قاموا بتحويل مسار فريق إفطار صائم، الذي كونه منذ بضع سنوات لإفطار الصائمين كل رمضان، إلى مستشفى بنها الجامعي، بغرض توزيع وجبات الإفطار الت يكانوا يوزعونها على المسافرين بالطريق الإقليمي كل يوم، على أهالي مصابي قطار بنها.
ويقول عبدالجليل الشاذلي، أحد أعضاء كتيبة الخير، في حديثه مع «الوطن»، إنهم حرصوا اليوم على التوجه إلى مستشفى بنها الجامعي لتوزيع الوجبات التي يعدوها على أهالي المصابين، مضيفا: «طلعنا الدور الثالث والرابع والخامس، ووزعنا 500 وجبة على كل أهالي المصابين، اللي كانوا موجودين جنب ولادهم، ودول أهالينا ومينفعشي نسيبهم لوحدهم».
ويؤكد «عبدالجليل»، أن همهم الأول والأخير اليوم، بعدما سمعوا عن الحادثة ووقع ضحايا ومصابين، هي أن يساعدوا في إفطار أهالي المصابين مع أذان المغرب، ولا ينشغل بالهم بالتفكير في إحضار طعام للأفطار، فيكفيهم انشغالهم بذويهم المصابين في هذا الموقف العصيب، مشددا على أنه كان كافيا بالنسبة لهم فقط أن يستمعوا إلى «دعوة حلوة»، كالتي سمعوها اليوم.
ويشير أحد أعضاء كتيبة الخير، إلى انهم وصلوا المستشفى مع إذان المغرب بالضبط، لذلك تسارعوا جميعا في توزيع الوجبات، لافتا إلى أنهم لم يهموا بالإفطار إلا بعد أن أنتهوا من توزيع كافة الوجبات والتأكد من أن جميع الأهالي بالأدوار الثالث والرابع والخامس من المستشفى حصلوا على وجبات يفطرون بها، «وبعدها فطرنا إحنا».
«كتيبة الخير»، مجموعة من شباب زاوية جروان بمركز الباجور محافظة المنوفية، تم تكوينها منذ 11 عاما، ومن حينها أسسوا فريق لإفطار الصائمين، حيث يوضح «عبدالجليل»، أنهم يقيمون وجبات الإفطار للمحتاجين منذ 10 سنوات متتالية، مشيرا إلى أنهم يعدون وجبات جاهزة توزع على الفقراء في منازلهم قبل أذان المغرب بربع ساعة، فضلا عن وجبات أخرى من مكونة سندوتشات كبدة وشاورما وبطاطس ومياه، بدأوا في توزيعها على رواد الطريق الإقليمي خلال أذان المغرب، منذ ثلاث سنوات ومستمرون بها حتى الآن.
حينما جاءت الموجة الأولى من وباء كورونا وانتشر في مصر خلال مارس من العام الماضي، الغالبية أوقفوا عملهم، لكن هذا ما لم يقدم عليه كتيبة الخير، حيث يشدد عضو الكتيبة على أنه حتى وقت تلك الأزمة، لم يوقفوا عملهم واستمروا في إطعام الصائمين، مختتما حديثه مع «الوطن»: «كورونا وقفت العالم كله بس إحنا موقفناش وكملنا والتزمنا بتعليمات وزارة الصحة».
تعليقات الفيسبوك