منذ نعومة أظافره وهو يهوي الترحال، ويتمنى أن يقضي حياته متنقلا من بلدة إلى أخرى، كي يشبع رغبته في اكتشاف المزيد من الثقافات، إلى جانب الترويج للسياحة، وليد شعبان، 51 عاما، من محافظة القاهرة، هو ذلك المغامر المصري، الذي أيقن أنه لا بد له من استغلال هوايته تحدي معوقات الترحال والتنقل بين الصحاري، في توثيق ثقافات الدول الأفريقية، والتشجيع على السفر إلى بعض الدول المغمورة هناك والتي لا يعلم المصريون الكثير عنها.
بدأت قصة الحب التي جمعت الشاب بالسفر والترحال، عندما كان في المرحلة الإعدادية، حيث وجد نفسه يميل إلى معرفة الكثير عن حضارات أفريقيا ولكن بأسلوب جديد، من خلال التفكير في الذهاب إلى تلك الدول مستخدما «سكوتر»: «أخدت قرار إنى أعمل حاجة محدش عملها قبل كدة فكرت إنى أجيب اسكوتر بسعة لترية تكاد تكون ضعيفة ومستحيل السفر بيها وطبعا عشان بحب السفر والمغامرة والترحال اشتريت اسكوتر 168 سي سي تبريد هواء واحد سلندر بسعة لترية 7.5 لتر وهو ده التحدى الحقيقى، طبعا كان من السهل عليا إنى أجيب موتسيكل قوى بقدرة حصانية و أعمل المغامرة لكن أنا فضلت أتحدى برضه بأقل الإمكانيات المتاحة».
حب المغامرة
حب المغامرة والإصرار على خوض تجربة جديدة كان الحافز لديه كي يتمكن من إتمام رحلة التجول داخل مصر أولا، ثم التفكير بعد ذلك في الذهاب إلى كيب تاون بجنوب أفريقيا بـ«إسكوتر»، متحديا بذلك مشقة وعناء السفر: «التحدي والعند خلاني أعمل المستحيل عشان أكون أول مصري وعربي في الشرق الأوسط يسافر داخل مصر وخارج مصر بـ اسكوتر 168 سي سي وتبريد هواء مش ماء».
رحلة شاقة كلفته 150 ألف جنيه
رحلة شاقة خاضها الخمسيني حتى يصل إلى مبتغاه ويمكن من الوصول إلى جنوب أفريقيا، أنفق خلالها ما يزيد عن 150 ألف جنيه، قاضيا قرابة شهر في رحلته تلك: «معايا الخيمة والمنامنة دايما، ومرتبة، مخدة، وده بخلاف بوتاجاز رحلات خاص للطبخ، بنام أوقات على الطريق، وأيام كتير كنت بنام في الصحراء، بس لما طلعت جنوب أفريقيا، كان في تخطيط أعلى من كده عشان درجة الصعوبة بتزيد، كان يومي بيبدأ مع أول ضوء وبكون واقف مختار مكان المبيت قبل آخر ضوء بساعة للأمان».
الرحلة الأصعب في حياة «وليد» كانت هي تلك التي انتقل خلالها من القاهرة إلى جنوب أفريقيا قاطعا ما يزيد عن 10 آلاف كيلومتر مرورا بالسودان، إثيوبيا، كينيا، تنزانيا، زامبيا، بوتسوانا، ثم جنوب أفريقيا: «محستش بغربة يمكن البلد الوحيدة شوية اللى كان فيها قلق إثيوبيا بعد ما مرحلة إثيوبيا عدت بنجاح ابتديت أحس براحة نفسية شوية، ومعايا طبعا عدة كاملة لإصلاح أي عطل».
وسيلة دخول المغامر المصري إلى تلك الدول كانت تأشيرة دخول دولية.
تعليقات الفيسبوك