إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي
جمعوا الملايين حول شاشات التلفزيون، بعد صلاة الجمعة أسبوعيا، وقبيل إفطار رمضان، المتلهفين للاستماع إلى حديث إمام الدعاة وأحد أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث ببساطة ودقة، من خلال برنامج ما زالت موسيقاه الهادئة الدينية ترن بالأذن، مع مشاهد المسجد الإبداعية، عبر «خواطر الشعراوي».
وبعد أن كانا سببا في اجتماع الملايين طوال عدة أعوام، ببرنامج «خواطر الشعراوي»، جمع شهر أبريل بين ذكرى ميلاد الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، وذكرى رحيل مخرج برنامجه الشهير لتفسير القرآن، عبدالنعيم شمروخ.
يعتبر اليوم 15 أبريل، الذكرى الـ110 لميلاد إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي ولد في 15 أبريل عام 1911، بقرية «دقادوس» مركز ميت غمر بالدقهلية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الـ11 من عمره، والتحق بالمعهد الثانوي الأزهري، وتميز بين زملائه بعلمه وتأثره بالشعر والأدب، ثم انضم للأزهر الشريف، وانغمس في دراسات دينية عديدة، ثم معلما بالمعاهد الدينية، إلى أن أصبح في نوفمبر 1976 وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.
«صاحب الخواطر».. واحد من الألقاب التي حظي بها الشعراوي، لقدرته الإبداعية على تفسير النصوص القرآنية بمعانٍ دقيقة بسيطة؛ لامتلاكه أدوات فهم النص، منها علوم العربية وأسرارها، صوتا وصرفا ونحوا ودلالة، لذلك برع في تقديمه برنامجه الشهير «خواطر الشعراوي»، الذي بدأ في أوائل سبعينيات القرن الماضي مع المخرج عبدالمنعم محمود، ليحتفي المواطنون بمواعيد عرضه الأسبوعية حينها ويجمع أفراد الأسرة حوله.
واستمر الشعراوي في تقديم البرنامج مع المخرج عبدالمنعم محمود حتى وفاته عام 1998، ليتولى منذ ذلك الحين عبدالنعيم شمروخ، إخراج «خواطر الشعراوي»، ليضع بصماته المميزة بشدة عليه، في لقطات خاصة ما زالت مرتبطة بالذاكرة، من تسليطه الضوء على رسم مصحف إمام الدعاة، وتصوير مشاهد المسجد الإبداعية، لتزداد شهرة البرنامج، حتى بات علامة مميزة لشهر رمضان المبارك، وما زال حيا حتى الآن رغم رحيل صناعه.
ارتبط اسم عبدالنعيم شمروخ، منذ بدايته بالبرامج الدينية، وخاصة برنامج الشعراوي، الذي كان يجري تصويره بين عدة مساجد، أبرزها مسجد الحسين والسيدة نفيسة لأكثر من عشرين عاما، خلال شهر رمضان لعرضها قبل الإفطار، حيث توفي في 19 أبريل 2016.
ورغم رحيل صناع «خواطر الشعراوي»، لكن ما زالت أصداؤه باقية مميزة لشهر رمضان ويوم الجمعة، لا تخطئ صوته أذن، ويبادر إلى أذهان الصائمين للاستفادة من علم وفكر الشيخ الشعراوي.
تعليقات الفيسبوك