لم تبخل عليه بمالها أو بصحتها لرعايته، تفرح لرؤيته «يكبر أمام عينيها»، حتى أصبح رجلًا قادرًا على الاعتماد على نفسه، ولكنه كان أول من يتخلى عنها، مأساة تعيشها «زكية حميدة»، صاحبة الـ64 عامًا، والمقيمة بمنطقة الطوابق في فيصل بمحافظة الجيزة.
تعيش «زكية» في دار مسنين بعد أن طردها ابنها من بيته، ظلت أيامًا دون مأوى، تعيش بين المارة وعلى الأرصف، لم تكن السيدة تعلم أنها كانت تسهر على رعاية طفلًا، سيجعلها تتألم عند كبرها.
«اديني ابني أكلمه، أنا عاوزه أكلمه، أنا عاوزه أشوفه وأدفعله الإيجار، هو جاي صح، أنت تعرف ابني حبيبي»، كلمات لا تتغير، تنطق بها السيدة زكية في كل مرة نحاول الحديث معها، وسؤالها عن حالتها وعن ما فعله بها ابنها الوحيد، لتكتفى بعدها بالصمت.
بمساعدة الجيران.. من الشارع إلى دار المسنين
آيه عاطف، عاملة بدار المسنين، تروي لـ«الوطن» أن الحاجة زكية حضرت إلى الدار بمساعدة الجيران، وكانت على «كرسي متحرك»: «كانت جايه الدار على كرسي بعجل ومش بتقدر تتحرك، تابعنا حالتها وودينها لدكاترة، ودلوقتي الحمدلله اتحسنت شوية».
عند قدوم «زكية» إلى الدار كانت حالتها النفسية سيئة، بسبب ما فعله بها ابنها، وفقًا لـ«آيه»: «كل أما أهل المنطقة يجوا يكلموا ابنها يقول أنا معنديش أم، لما أمي تموت محدش يجي يقولي».
تريده.. وهو لا: نفسي أشوفه
رغم كل تصرفاته تجاهها، لا تزال تتمنى رؤيته، والحديث معه وسماع صوته، طلبت من الدار أن يحضروه، فرد عليهم: «كلمناه قال لنا مش فاضي لها دلوقتي»، فردت عليه الأم: «يابني أنا هاجي أعيش معاك، ومش هكلفك أي حاجة وهشتغل وأدفع الإيجار، مش عاوزه أي حاجة غير إني أعيش معاك»، فقوبل طلبها وإلحاحها بـ«إغلاق الهاتف في وجهها»، بحسب العاملة.
لا تزال «زكية» غير مقتنعة بردود فعل ابنها تجاهها، كل ما تتمناه رؤيته والعيش معه، فى وقت لا يعترف هو بها: «الجيران بيراعوها أكتر منه وبيساعدوها وبيجوا يزوروها، وابنها رافض يجي يزورها ورافض ياخد حتى عنوان الدار».
تعليقات الفيسبوك