مع دقات الثانية صباح أمس الأول، عاد محمد عبدالسلام، أحد أبناء محافظة بورسعيد إلى منزله بعدما انتهي من العمل، كعادته كل مساء، ولكن تلك الليلة اختلفت كثيرا عن سابق الليالي الماضية، وذلك لأنه كان قد تأخر عن موعده ساعة على غير العادة، وعندما دخل إلى منزله في حي الضواحي بمنطقة زمزم، وجد زوجته في استقباله، هم إلى غرفة النوم لتغيير ملابسه لتناول الطعام، وفي تلك الأثناء، وقعت عيناه صدفة على كاميرا المراقبة المثبتة خارج المنزل، ليجد مفاجأة وقعت عليها كالصاعقة.
«ثبته بخنجر وسرق منه كل حاجة وسابه وهرب»
منذ زمن بعيد، تعود «عبدالسلام» على تركيب كاميرات مراقبة داخل منزله، لتصوير الشارع، تأمين المنزل خشية سرقته من اللصوص، في تلك الليلة كان الرجل يشاهد في الكاميرا الخارجية وقوف شخصين معا بالقرب من المنزل: «الساعة كانت داخلة علي 2، والمنظر كان غريب، فقلت أقف اشوف هيحصل إيه، وفعلا توقعي كان صح، خصوصا لما لقيت الخنجر طلع فجاة».
«جريت علشان أنقذه لكن كانوا مشيوا هما الاتنين»
موقف صعب وصدمة كبيرة، أرهبت الرجل الذي قرر أن يغامر وينزل سريعا إلي الشارع في محاولة منه لإنقاذ الشاب من الاعتداء والسرقة: «خلاص كنت فهمت إن فيه بلطجي بيثبت شاب، وطلع الخنجر علشان يرهبه، نزلت اجري، كانت مراتي شافت الفيديو لايف معايا، ولما قولتله هنزل الحق الشاب ده، قبل ما يتقتل صرخت».
صرخة أثنى أوقفت جريمة قتل في بورسعيد
صرخة زوجته أوقفت الجريمة قبل أن تحدث كارثة، نزل «عبدالسلام» إلى الشارع في تلك الساعة المتأخرة كي ينقذ ذلك الشاب، ولكنه لم يجد أحد في الشارع: «البلطجي ساب الشاب وجري لما مراتي صوتت، لأنه حس أنه اتكشف، والشاب هو كمان اختفى، وطبعا مكنتش عارف هو مين».
ظل الرجل في حيرة من أمره حتى اليوم التالي لتلك الواقعة عندما جاء إليه رجل وأخبره أنه والد الشاب الذي تعرض للسرقة في الشارع: «قالي ابني اتسرق في المنطقة هنا قدام بيتك، مشفتش حاجة، قولتله أنا عندي كاميرا، صورت كل حاجة، قالي عايز الفيديو علشان أعرف مين اللي سرق ابني».
عندما رأى والد الشاب، الفيديو، كان معه شابا غريبا لم يكن يعرف «عبدالسلام» من هو: «لقيت الشخص اللي جه مع والد اللي اتسرق، بيقول الحرامي ده أنا عارفه، مش هنعرف نعمل معاه حاجة، فاستغربت لما عرفت إنهم مش عايزين يعملوا محضر بعد ما عرفوا الحرامي».
تعليقات الفيسبوك