توابيت المومياوات
«ملفوفة بعلم مصر»، انطلقت توابيت المومياوات الملكية الـ22، في مراسم حفل مهيب تابعه الملايين في مصر والعالم، أمس، من المتحف المصري بميدان التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، والمعروف بـ«موكب المومياوات الملكية».
ألوان العلم المصري التي لفت بها توابيت مومياوات ملوك مصر الفرعونية في رحلتها من المتحف المصري إلى متحف الفسطاط، أثارت عدة تساؤلات من بعض متابعي الحدث، حول علاقة ألوان العلم المصري بالمصريين القدماء، لتؤكد الدكتورة عزة سليمان، الباحثة في الحضارة المصرية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إيزيس للخدمات الثقافية، أن الألوان الثلاثة لعلم مصر كانت مستخدمة وتحمل رمز ودلالة فى عصور المصريين القدماء منذ أكثر من 7 آلاف سنة، وفقا لما أثبتته جدارية مرسومة في أحد المقابر بمدينة إدفو.
جدران المقبرة التي سميت بـ«مقبرة الزعيم» كان مرسومًا عليها صورة لملك وهو ما أكده رمز العكاز الذي كان يحمله ويصارع الأعداء المرموز إليها بالحيوانات المفترسية كالأسد والثور، وبحسب وصف الدكتورة عزة، أن العكاز في الهيروغليفية يرمز إلى الملك والحكم في مصر الفرعونية ولذلك تم التوصل إلى كونه ملك وسميت المقبرة التي تم اكتشافها بواسطة عالم إنجليزي في مطلع التسعينات بمقبرة الزعيم.
وأوضحت الجدراية، انتصار الملك على الأعداء، حيث نجح في النهاية في السيطرة على الثورين الذين يتصارع معهما «كما هو مرسوم» والثورين يشيران إلى حرب بين الشمال والجنوب، وبحسب وصف الباحثة فى الحضارة المصرية في حديثها لـ«الوطن»: «كبل الثورالذي يمثل مصر كلها وربطه بألوان علم مصر الثلاثة «الأحمر والأبيض والأسود» ما يعني أنه سيطر على مصر ووحدها».
وعن معاني الألوان الثلاثة، أشارت الباحثة في الحضارة المصرية إلى أن اللون الأحمر يعني بالمصرية القديمة «ديشير» وتم تأنيثها إلى ديشرت، حيث تعود على مصر، وسميت الصحراء بـ«ديشيرت» ومنها اشتقت كلمة ديزرت للصحراء باللغة الإنجليزية، حيث سادت الصحراء شمال مصر قبل الهبوط إلى الوادي وتعميره.
وأما اللون الأبيض بالمصري القديم يعني «الحج» ويشير إلى الطهارة والصفاء في الجنوب، حيث كان المصريون القدماء، يرتدون الملابس البيضاء أثناء رحلة الحج إلى الإله أبيدوس قبلة المصريين، يحجون إليه ويتطهرون من ذنوبهم، ولذلك رمز اللون الأبيض إلى الجنوب، وأصبح تاج مصر العليا أو تاج الجنوب باللون الأبيض.
وعن اللون الأسود في اللغة الهيروغليفية القديمة فيعني «كيم» وتم تأنيثه أيضا لكونه يشير إلى مصر وسمي «كيمت» ويرمز إلى أرض مصر كلها حيث خصوبة التربة والنماء.
تعليقات الفيسبوك