جمعتهما الدراسة منذ 28 عامًا، في جامعة القاهرة، أحدهما التحق بكلية دار العلوم، والآخر كان يدرس في معهد «لاسلكي»، كانا يقطنان مع بعضهما خلال عدة أشهر، اقتربا من بعضهما إلى درجة أنهما تقاسما الأكل سويًا، ولكن الثاني لم يكمل الدراسة في المعهد، ورحل فانقطعت أخبارهما عن بعض.
الصديق الأول هو إبراهيم عبدالواحد، 46 عامًا، الذي أكمل تعليمه في كلية دار العلوم، ويعمل الآن مدرسًا في المرحلة الثانوية، في مدينة دمياط، الصديق الثاني هو حمدي المحلاوي، القاطن في محافظة سوهاج، والذي أصبح صاحب فرن «عيش بلدي»، بعدما ترك المعهد.
انقطاع الأخبار عن الصديقين
يحكي «إبراهيم»، أن علاقته بصديقه خلال العام تطورت إلى درجة كبيرة، إذ أحيانًا يعمل أحدهما ويتقاسم الأموال مع الآخر، وصنعا معًا ذكريات جعلت «إبراهيم»، يفكر في البحث عن صديقه بعد مرور 28 عامًا، مضيفًا أنه لم ينس الذكريات التي كانت بينهما: «اتصاحبنا لما كان معايا في السكن، بس هو مكملش لظروف خاصة مادية، وبعدها انقطعت الأخبار لأن ساعتها مكنش فيه تليفونات زي دلوقتي، وكنا كل ما نتصور نحتفظ بصور بعض، وكان هو ساعات يشتغل في فرن عيش ونقسم الفلوس سوا، وأنا كذلك».
تفاصيل المكالمة بين الصديقين
رفع «إبراهيم»، صورته مع صديقه على إحدى الجروبات الشهيرة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ونجح في العثور على صديقه وجمعتهما مكالمة هاتفية، حكى «إبراهيم»، تفاصيلها قائلاً: «بعتله صورتنا وكان فاكرني كويس وبعد كده اتكلمنا عن أحوالنا، ولقيته متجوز وعنده 6 أولاد وفتح فرن عيش بلدي، واتفقنا نتقابل في أقرب فرصة لأن المسافة بينا كبيرة».
فرحة عارمة للصديقين، اللذان فرقهما القدر، وجمعتهما الصدفة من خلال «فيسبوك»، إذ يؤكد «إبراهيم»، أن عام واحد فقط كان كافيًا لتصبح ذكرياته مع صديقه «حمدي»، محفورة داخل عقولهم.
يقول «إبراهيم»: «الفرحة ماكنتش سايعاني لما اتكلمنا، وعمري ما نسيته لأن الصديق الجدع الشهم مايتنسيش مهما عدت السنين».
تعليقات الفيسبوك