لم تضع يدها على خدها وتندب حظها السيئ، إذ كانت ظروف الحياة الصعبة دافع لها لتعلم الميكانيكا وتصليح البوتاجازات، وتخطت عائق عدم وجود ورشة لها، فاستقرت على العمل في المنازل فقط، ووضعت أمنية علي، 28 عامًا، رقمها على جروبات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، منتظرة زبائنها من جميع أنحاء القاهرة.
في البداية العمل كان مقتصر على الجيران
بدأت القصة منذ 3 سنوات، عندما بدأت «أمنية»، القاطنة في منطقة المعادي بالقاهرة، في تعلم الميكانيكا من أخواتها الكبار، الذين كان لديهم ورشة تصليح بوتاجازات، وبعد فترة قصيرة تعلمت المهنة، وبدأت في شراء المعدات ولكن اقتصر على العمل على منطقتها فقط، بحسب حديثها لـ«الوطن»، مؤكدة أن الأمر في البداية كان حبًا في نوعية الشغل.
وتضيف أمنية: «في البداية كنت بشتغل للجيران والحبايب اللي في الشارع، لحد بقى ما ضغوط الحياة زادت وأزمة كورونا جت، فبدأت أكثف الشغل في كل مكان داخل القاهرة، ونزلت رقمي وصورتي على الجروبات».
انبهار الزبائن بـ «أمنية»
على إحدى مقاهي وسط البلد، تجلس «أمنية» وسط العمال المنتظرين رزقهم، وتحتسي كوبًا من الشاي، وبجانبها حقيبة معداتها البسيطة، منتظرة مكالمة لتنطلق إلى إحدى البيوت وتنجز عملها بدقة وإتقان، وبحسب حديثها، فإن الإقبال عليها ارتفع كثيرًا خلال الفترة الأخيرة، مضيفة: «الناس عامة في البيوت مابتحبش صنايعية رجالة يدخلوا بيوتهم، عشان كده أنا ريحتهم من الفكرة دي، والناس مبهورين بيا وبيحترموني، وأغلب زبايني من المستويات الاجتماعية العالية، وغالبًا بروح كل مكان في القاهرة».
معاناة «أمنية»
لا يوجد شيء بدون عائق أو معاناة، قد تكون بسيطة أو كبيرة، ما تعاني منه «أمنية»، هو المعاكسات التليفونية التي تتم من بعض الناس، فضلًا عن مخاطر العمل التي تحدثت عنها قائلة: «أي شغل في تعب وخطورة، من فترة صغيرة المنشار جرح إيدي، بس عادي خيطها ونزلت الشغل، وإن شاء الله ربنا يكرمني وأفتح ورشة ميكانيكا».
تعليقات الفيسبوك