داخل غرفته الصغيرة التي تسطع بها الشمس يوميا، لتنمي داخله حلمه الكبير، بأن يرى الجميع إبداعاته، وقدرته على تحدي ظروفه الصعبة والحوادث التي كادت تفقده أصابعه، بينما ينحت بيديه على الشجر ليحولها إلى أشكال إبداعية مختلفة.
حجاج مصطفى، لم يتجاوز الـ21 من عمره، عرف منذ صغره أهمية العمل لدعم أسرته، فانخرط في ورشة نجارة لعمه بمنطقة شبين القناطر في القليوبية، ويفضل دراسة دبلوم زراعة بدلا من الثانوية العامة، ليتقن حرفته ويصنع أثاث مميز، لاحظ من خلاله حبه للنحت والتصميم.
لم تسير الأيام على النحو الذي يأمله الشاب العشريني، ففي عام 2015، تعرض لأصالة بالغة في يده اليمنى أفقدته عقله بأحد أصابعه بسبب ماكينة تقطيع الخشب، حيث يضطره عمله للاعتماد على ماكينات ثقيلة، لتتدهور نفسيته ويأمل بعدها في ترك العمل، إلا أن ظروفه الأسرية أعادته للنجارة مرة أخرى، ولكن بعد عامين كاد المنشار أن يودي بيده اليمنى قبل أن يتفادى ذلك في اللحظة الأخيرة، ليتجه مجددا لمحاولة الابتعاد عن النجارة، ولكن شقيقه طلب منه الاستمرار «قالي ده شغلنا وحياتنا، ودي أضرار المهنة وكله معرض للإصابات دي»، على حد تعبيره.
ومنذ ذلك الحين، اتجه حجاج لتنفيذ الديكورات البسيطة، لتجذب انتباه الأشجار السلمية، ليبدأ في تقطيعها لصناعة أشكال مميزة ومختلفة للغاية، فحوله لـ«تابلوه» تارة وأخرى لنجف وثالثة لساعة، وغيرهم؛ إذ يرى أنه «ممكن يتعمل منه كل حاجة بس نبص للشجرة بمنظور مختلف.. حسيتها أساس الكون ومنها الحياة وبتجمل كل اللي حوالينا».
وبعد إشادات المحيطين حوله بإبداعاته التي توصل لها بمجهوده الشخصي، اتجه لنشرها عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لتلقى إعجابات واسعة أيضا، لذلك يأمل حجاج في أن يتمكن من إثقال موهبته بالدراسة لاحقا، وعرض جميع أعماله في «جاليري» خاص به مستقبلا.
تعليقات الفيسبوك