دموع غزيرة لازالت تنهمر من عصام عبدالراضي، أحد أبناء محافظة سوهاج، بعدما فقد طفلته الصغيرة، والتي غرقت في ترعة القرية، ولكن لم تكن تلك هي الفاجعة فقط، ولكن آلام الرجل بدأت عندما علم منذ يومين أن طفلته الصغيرة اختفت ولا أحد يعلم ما الذي جري لها.
يوم حزين
يوم حزين مر علي أسرته بعدما تأخرت الفتاة في العودة إلي منزلها أمس، بعدما كانت تلهو مع أبناء الجيران قبل أن تختفي في ظروف غامضة، الأمر الذي أصاب والدها بالجنون، وظل يبحث ليل نهار كي يستدل على معلومة واحدة ترشده إلي طفلته، ولكن باءت كل محاولاته تلك بالفشل: «فيه حالات خطف بتحصل للأطفال اليومين دول وكنت خايف إنها تكون اتخطفت».
مرارة الفراق
عاد الرجل إلي منزله محملا بمرارة الفقد وألم الفراق، كيف له أن يتحمل أن تغيب عن أحضانه ابنته «ريتاج»، تلك الصغيرة التي تعود أن يدللها كلما عاد إلى منزله، بعد عناء يوم شاق في العمل.
ألم الفراق صعب لم يكن له أن يتحمله، يعود إلي بيته بعد رحلة بحث طويلة متنقلا بين الكفور والنجوع، ليرى فراغا كبيرا تركته الطفله التي لم تكد تكمل عامها الخامس بعد، ودموع والدتها التي تنهمر ليل نهار، ليعود الأب مرة أخرى ويواصل رحلة البحث عن طفلته: «لافيت في كل مكان، ومفيش فايدة، لكن كان عندي أمل تكون عايشة، وكنت بقول لنفسي طول الوقت إني هلاقيها، وهخدها في حضني من تاني، مجاش في بالي إني مش هشوفها من تاني، موقف صعب مش قادر أنساه».
بعد رحلة بحث كثيفة، وشاقة وترحال بين القرى، جاءت إليه أخبار سيئة اليوم مع دقات الخامسة عصرا: «لاقيت ناس جايه تجرى وبيقولوا لاقينا بنتك غرقانه في الترعة، ورافعه ايدها في المياه».
خوف الفتاة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال دفعتها إلي الهرب بعيدا، ولكن في رحلة هروبها تلك ضلت الطريق وسقطت في الترعة، ولم يكن هناك أحد لينقذها، وفي رحلة البحث عنها لم يأتِ في بال أحد أن يبحث عنها في المياه: «كنت مستعد أدفع 100ألف جنيه لو كانت مخطوفة فديه، لكن متموتش بالشكل ده، خدت قلبي وراحت».
تعليقات الفيسبوك