عقارب الساعة تشارف على الساعة الثالثة صباحا، لم يتبق سوى دقائق قليلة قبل التقاء العقربين، في هدوء تام يخلد الكثيرون إلى النوم بعد يوم عمل شاق يبحثون فيه عن مصدر رزقهم وعائلتهم، البعض كان مستقيظا يعبث بهاتفه على مواقع التواصل الاجتماعي، وما هي سوى لحظات قليلة حتى وجد البعض أنفسهم تحت الأنقاض بعد انهيار عقار جسر السويس فيما لقي آخرون مصيرهم المحتوم، ولا يزال البحث جاري عن جثث بعضهم.
حسام إبراهيم، شاب يبلغ من العمر 28 عاما، يعيش في محافظة قنا مع أسرته وأقاربه في عقار واحد، وفي الفجر رن هاتف أحد الأقارب لينبعث فجأة صوت صراخ وعويل، في لحظات قفز الشاب العشريني من سريره ليلعم ما حدث، وفوجيء أن 4 من العائلة الذين يعملون في مصنع ملابس بمنطقة جسر السويس، انهار بهم العقار بشكل مفاجيء.
يحكي حسام تفاصيل الواقعة: «واحد من أهالينا كان في المستشفى وساكن في الدور اللي فوق من العمارة ومن المصابين ويعرف الأربعة أقاربنا، كلمنا وقالنا إن العمارة وقعت وكانت 11 دورًا، بسرعة أنا والشباب من العائلة لبسنا وأجرنا عربية ونزلنا القاهرة».
مشاعر مختلطة بين حزن وخوف وترقب وتوتر، عاشها شباب قنا مع قلق من المجهول حول مصير الأربعة المفقودين، وفور وصول الشباب وجدوا أنه تم استخراج اثنين بينما هناك آثنان آخرون تحت الأنقاض ولا يعرف ما إذا كانوا أحياء أم أموات، وفقا لحديث الشاب العشريني لـ«الوطن».
وذكر «حسام» أن الاثنين الذين تم استخراجهما إصابتيهما متوسطة الشدة بين سحجات وكدمات وكسور وتم نقلهما إلى المستشفى، بينما لا يزالون ينتظرون معرفة مصير الاثنين الآخرين «مش هنمشي غير لما نطمن على أهلنا».
تعليقات الفيسبوك