ليلة مأساوية شهدتها مدينة طهطا، اليوم، عقب وقوع تصادم قطاري سوهاج ما بين مركزي المراغة وطهطا، لكن رغم كل هذا الظلام فإنه دائمًا «وسط العتمة نور» بدليل ما فعله الأهالي لإظهار الجانب الإنساني من أهالي الصعيد، بقيام «مطعمين» بتقديم الوجبات بشكل مجاني إلى المتضررين.
الحكاية الأولى مع مطعم الحاج صبري
لم يقف الحاج صبري النحاس، صاحب أحد المطاعم في مدينة طهطا، مكتوف الأيدي جراء تلك الواقعة المؤسفة، ليقرر المشاركة في تقديم المساعدة لمتضرري الحادث المأساوي، من خلال تقديم كافة الخدمات والوجبات من مطعمه بشكل مجاني إلى متضرري الحادث.
«الحاج صبري اقترح فكرة تقديم وجبات مجانية إلى المصابين وأهاليهم لوجه الله تعالى»، وفقا لما رواه محمود عاطف، أحد العاملين بالمطعم لـ«الوطن»: «كنا شغالين بشكل طبيعي لغاية ما حصل تصادم القطارين، لقينا صاحب المطعم بيقولنا أولوية شغلنا النهاردة هتكون لتقديم وجبات مجانية لمتضرري حادث قطاري سوهاج».
«اليوم كله يدوب ملاحقين على وجبات المتضررين في مستشفى طهطا العام»، بحسب «محمود»: «حتى لما بيجي لينا حد طالب أوردر بفلوس في إطار الشغل العادي، بنلغيه لأن أولويتنا تجهيز وجبات للمصابين وأهاليهم».
دعم المصابين بوجبات لم يقتصر على المتواجدين داخل المستشفى فقط: «احنا عارضين على أي شخص متضرر من الحادث يتصل بينا في أي وقت حتى لو خارج المستشفى واحنا هنوصله الطلبات بشكل مجاني».
«محمود»: «جالنا اتنين متطوعين يساعدونا في توصيل الطلبات»
300 وجبة، هي حصيلة الوجبات التي قام المطعم بإخراجها إلى المستشفى عن طريق عمال الدليفري، كما روى «محمود»: «بنطلع بالـ150وجبة في كل دفعة حتى يتم توزيعه على المصابين وأهاليهم، وهي عبارة عن وجبات كاملة من المشويات شيش، وفراخ، وكفته».
مساندة المطعم للمصابين، دفعت اثنين من أهالي سوهاج يمتلكون درجات نارية بالتطوع لمساعدتنا في توصيل الطلبات للمستشفى: «جميع العاملين بالمطعم أيضًا قرروا العمل اليوم، بشكل تطوعي دون أي مقابل، اعتبرناه يوم إجازتنا».
الحكاية الثانية مع مطعم محمد عبد الحميد
توجه محمد عبد الحميد، المشرف بالمطعم، إلى المستشفى للتواصل مع أشخاص هناك ليكونوا حلقة الوصل بين المطعم والأهالي، لتوفير كافة الوجبات اللازمة اليوم، وغدًا بدون مقابل، لجميع الأهالي الذين جاءوا إلى مركز طهطا وراء أبنائهم للاطمئنان عليهم: «روحت لقيت 10 مصابين بس في مسشتفى طهطا وباقي الحالات الخطرة تم نقلها لمستشفى سوهاج عشان الإمكانيات».
فعل عبد الحميد ما بوسعه، بمساعدة جميع فريق العمل في المطعم الذين خصصوا هذا اليوم لتقديم وجبات متنوعة للأهالي، مؤكدًا أن هذا واجب عليهم، ولم يكن صاحب المطعم بمفرده الذي تقدم بهذه المبادرة، بل شاركه عدد آخر من أصحاب المطاعم وحتى البسطاء بادروا بتقديم أغطية للمرافقين: «الفقير اللي معندوش حاجة طلع من بيته فرشة وحاجات لمساعدة المصابين».
تعليقات الفيسبوك