واقعة جديدة كانت بطلها لعبة «ببجي»، التي يستخدمها الملايين حول العالم، حيث شهدت الساعات الماضية انتحار طفلة لا يتجاوز عمرها الـ11 عاما بمنقطة المقطم، شنقًا، بعدما خسرت في اللعبة التي علمت بها من خلال أصدقائها.
وخلال التحقيقات، أوضح والد الطفلة، أن طفلته وزملاءها يدمنون تلك الألعاب، ويرغبون في المكوث عليها لفترات طويلة جدا، حتى أنهم يرفضون مشاهدة التلفزيون، مؤكدا أن ابنته كان تظل في غرفتها بالساعات مع تلك اللعبة، ما يشير في حديث الأب إلى حالة من الإدمان وقعت فيها الطفلة دون أن تعلم أسرتها.
وحول هذا، يعلق الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، قائلا إن إدمان الألعاب الإلكترونية، وغيرها من الألعاب الشهرية، تدفع المراهقين من الإصابة بمرض الإدمان السلوكي، الذي يسمي «سيكولوجيا الاضطراب»، موضحا أن تلك النوعية من الألعاب تسبب إدمانا لا يقل خطورة عن المخدرات.
وأضاف هندي لـ«الوطن»، أن الآثار السلبية لتلك الألعاب عديدة، وتتنوع ما بين آثار نفسية وجسمانية، من إهمال وخمول، وشحوب الوجهة، وآلام بالظهر، والأرق، وضعف النظر، وتشوه القوام، مشيرا إلى أن هناك أعراضا اجتماعية أخرى، من بينها إهدار الوقت، وتعميق العصبية، وانفصام الأطفال والمراهقين عن الواقع الذي يعيشون فيه، وتحريضهم على العنف وإيذاء الذات.
وتابع استشاري الصحة النفسية، أن تلك الألعاب تعتمد على عوامل الجذب للمراهقين، من خلال المؤثرات الصوتية الصاخبة، والصور المتعددة الأبعاد، لافتا إلى أن كل ذلك يؤدي إلى الانشغال العقلي بسبب تركيز كل الحواس لدى المراهق على اللعبة التي تتحكم في ذاته وتعمل على انسحاب النفسية، مما تشعره بالخوف، وهنا يتم التغاضي عن الرياضة الحقيقة في مقابل هذه الألعاب ويأتي التوحد والخوف الاجتماعي بسبب التعود على العزلة والانفرادية.
وأكد الاستشاري النفسي، أن الألعاب الإلكترونية تعمل علي اغتيال براءة الأطفال، وافتقاد «سلوك الأنسنة»، لأنها تقوم بنزع واستنفاذ الأحاسيس والمشاعر لدى الأطفال على مواد معدنية، سواء كانت التليفونات المحمولة أو أجهزة الحاسب الآلي، كما أنها تساعد على التنمر، وتكوين أفكار انتقامية في ذهنه من الآخرين والعنف الدائم اتجاههم في اللعبة وقتلهم.
وأشار هندي، إلى بعض النصائح الهامة لتجنب مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية، ومن أهمها: تحديد أوقات محددة من اليوم لممارسة الألعاب الإلكترونية، فضلا عن شغل أوقات الفراغ بممارسة الرياضة الحقيقية، والقراءة، والتنزه.
وبالنسبة للأباء، يجب عليهم الحرص دائما على متابعة ومراقبة الأطفال والشباب، والتواصل الفكري المستمر مع المراهقين، واكتشاف مواهبهم الحقيقة، والعمل على تطورها، لكي نحصل على السلام الاجتماعي والمحافظة على الجيل المقبل.
تعليقات الفيسبوك