تجاعيد كثيرة تملأ وجهًا على نحو يشف عن قسوة ما لاقته في الدنيا، ترتعش يديها مع أقل حركة وتستطيع أن تلمس عظامها، تجلس في هدوء مفترشة الشارع، بجانبها عصاة تستند عليها في الحركة والمشي، لا تعرف ساعات أو وقت فكل ما يهمها هو لقمة العيش، تجد أمامها شوال عليه عدة أكياس «مكرونة، وأرز، وعلبتان صغيرتان من الشاي وعلبة سمن»، تلك الأشياء البسيطة هي بضاعة الحاجة «رضا عفيفي» ورأس مالها في الحياة.
رضا عفيفي عبد الرحمن، سيدة تبلغ من العمر 74 عامًا، اعتادت على العيش في مركز الباجور بمحافظة المنوفية، تزوجت من ابن خالتها منذ فترة طويلة، ثم انتقلا للعيش في غرفة بمنطقة العتبة بحكم عمل الزوج كعامل نظافة، رغم ضيق الحال إلا أن الزوجان عاشا في قناعة ويشاء القدر أن ينجبا 5 أبناء.
الستر في الـ«رضا».. سبعينية تعول أسرتها بـ«كيسين مكرونة وباكو شاي»
فرحة عارمة سيطرت على الزوجين، ولكن لم تكتمل سعادتهما كثيرًا، حيث توفي 3 أبناء «محمد وخالد، وصقر، ماتوا وسابولي حسرة في قلبي، حمدت ربنا على سيدة وحسن، لغاية ما ابني حسن من 6 سنين عمل بتر في رجليه الاتنين ومات وسابلي شابين زي الورد»، وفق حديث السيدة السبعينية لـ«الوطن».
تروي «رضا» والشهيرة بـ«أم حسن»، أن زوجها توفي منذ 10 سنوات، وتركها لغدر الزمن دون مصدر دخل «المعاش 1000 جنيه، ومبيكفيش مياه وغاز وكهربا وعلاج، بقيت أجيب شوية تموين وأقعد بيهم جنب كوبري مسطرد، وفين وفين لما حد يشتري مني كيس ولا حاجة».
تعيش السيدة السبعينية في منزل ابنتها، حيث كان لديها وزوجها أرض في شبرا الخيمة بنى عليها منزل مكون من ثلاث طوابق، يعيش أحفاد ابنها المتوفى منذ 6 سنوات في طابقين، بينما تعيش الجدة العجوز في منزل الابنة، حيث تقطن الأخيرة مع زوجها بالمقطم، وبسبب ضيق الحال والحياة أصبح افتراش الشارع من أجل جني لقمة العيش هو سبيل «رضا» الوحيد فهي لا تريد أن يعطف عليها أحد أو تمد يديها بل تريد لقمة حلال.
تعاني «رضا» من عدة أمراض تنوعت بين ورم وآلام مبرحة بقدميها إلى حد عدم القدرة على المشي، ومشكلات بالكلى والعين والسكر والضغط « قاسيت أوي أوي في الحياة بعد ما جوزي سابني، وصبرت على فراقه هو وعيالي، وبحمد ربنا أنه ساترني وولاد الحلال بيجبولي أكل كل فترة كده بنزل أبيعه أعيش منه ».
تعليقات الفيسبوك