«اليأس ضعف وخوف جبان، لكن الأمل يفتح بيبان، يا تكون قد الحياة، يا تعيش وحيد وسط الدروب، جسدك في قلبه الروح، تداوي كله جروح، بالسر اوعى تبوح، وإياك متحلمشي»، تلك الكلمات التي غناها المطرب مدحت صالح، قبل قرابة الـ 20 عاما، ضمن أحداث فيلم «أمير الظلام»، للزعيم عادل إمام، كأنها ألفت وصنعت، لتصف حكاية الشاب صلاح عادل، الذي يلعب كرة القدم بمركز حراسة المرمى، رغم أنه لا يملك سوى ستة أصابع فقط في كلتا يديه، بعد أن فقد الأربعة المتبقين في حادث.
صاحب الـ 22 عاما، أحب كرة القدم وعشق ممارستها منذ طفولته، وكان حينها يلعب لصالح عدة مراكز شباب وأندية درجة ثالتة ورابعة، كما يكشف في حديثه لـ «الوطن»، «قبل الحادثة لعبت في نوادٍ كتير، زي أندية (النشأ والعمال، غرب حلوان)، وكمان لعبت لصالح مراكز شباب (المعادي، المعصرة)».
وكأي ناشىء في مثل سنه يحب كرة القدم، تسيطر عليه أحلام الاحتراف بتلك الرياضة كل يوم وساعة بل ودون مبالغة كل دقيقة، لكن في أحد الساعات الصعبة في حياة صلاح عادل، تعرض لحادث نتيجته للأسف لم تكن جيدة على مستوى حلمه الكروي، «كنت وقتها تقريبا في 3 إعدادي، وشغال في محل جزارة، وإيدي دخلت جوا المفرمة، وكانت النتيجة بتر بنص كف إيدي الشمال ومعاه 4 صوابع».
حادث مثل ذلك بالتأكيد سيبعد طالب كلية التجارة بجامعة حلوان، عن كرة القدم بشكل عام أو على الأقل سيجبره على تغيير مركز لعبه ويترك حراسة المرمى، خاصة أنه خرج منه فاقدا أربعة صوابع كاملة من يده اليسرى، أي حوالي 40% من قوة يدية، اللتان تمثلان السلاح الأساسي في تعامل أي حارس مرمى، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما، فلم يرتح من أثار تلك الحادثة الصحية والنفسية سوى لفترة من الزمن، وعاد بعدها إلى حراسة المرمى من جديد، قائلا: «بعد الحادثة بفترة وأول ما بقت إيدي مابتوجعنيش لو اتخبطت، رجعت تاني عشان أتمرن وألعب».
«نفسي ألعب في الأهلي وأمثل منتخب مصر»، وهذا هو الحلم الذي يعيشه ذلك الشاب، ويجعله يتحمل كل الآلام التي تصاحب التمارين وممارسة حراسة المرمى، منبها أنه انضم من فترة لمنتخب المعجزات، لكن هذا لم يمنعه من العيش والعمل على حلمه في الوصول لمنتخب مصر في يوم من الأيام.
تعليقات الفيسبوك