متحرش في قطار الصعيد
اختلفت كثيرًا الصورة النمطية المأخوذة عن التحرش داخل الأماكن المظلمة والمناطق شديدة الازدحام، حتى أصحبت تحدث في الخلاء، الأمر الذي أدى إلي فضح مرتكبي تلك الوقائع، بسبب التقدم التكنولوجي وسهولة التقاط فيديوهات للمتحرشين، الأمر الذي ربما يكون له دور في تقليل تلك الحالات.
منصات التواصل الاجتماعي تعد شريكًا رئيسيًا في كشف حالات التحرش، لقدرتها الكبيرة على الوصول إلي جميع الفئات بمختلف الأعمار، إلى جانب سرعة انتشار المحتوي المقدم عليها، ومن ثم سهولة التعرف على الجناة، وما يرتكبونه من جرم في حق المجتمع.
قديما كانت الأتوبيسات هي أكثر الأماكن التي تشهد حالات تحرش، الأمر الذي دفع عدد كبير من الفتيات إلي الابتعاد عن ركوبها خوفا من التحرش، كما أن أماكن الازدحام كانت أكثر الأماكن التي تشهد وقائع التحرش، ولكن هذا الأمر تغير كثيرا في تلك الفترة، بعدما انتقلت حالات التحرش من إلى المترو والقطار ومداخل العمارات.
ففي أحدث الوقائع، تحرش شاب يرتدي «عمة وجلابية» بفتاة داخل قطار أسوان القاهرة، بعدما أقدم على عمل حركة غير أخلاقية في أثناء جلوسه بالكرسي المقابل لها، الأمر الذي دفعها إلي فتح كاميرا الهاتف الخاص بها، وتصويره، في محاولة منها لإثبات الواقعة بالدليل.
وفي المترو كانت هناك واقعة أخري، قبل عدة أيام حينما تحرش رجل بفتاة داخل عربة السيدات، الأمر الذي انتشر سريعا بعدما صورته الفتاة.
وفي مدخل أحد العقارات في منطقة المعادي، منذ أسبوع مضي، تحرش شاب ثلاثيني بطفلة صغيرة، دون مرعاة طفولتها، الأمر الذي كشف من خلال كاميرات مراقبة كانت مثبته في مدخل أحد معامل التحاليل داخل العقار.
يقول الدكتور أحمد مراد، استشاري الطب النفسي، إن المتحرش هو شخصية غير متزنه، وتلك الحالة تعرف في علم الطب النفسي بـ«الشخصية السيكوباتية»، وتتميز بـ«السلبية واللامبالاة»، إلى جانب قلة الاهتمام بتبعية تلك التصرفات، وما ينتج عنها من أمور قد تغير حياته إلى الأسوأ: «بيمشي ورا أفكاره من غير ما يفكر في عواقب تصرفه ده، وده بيفسر سبب الابتسامة علي بعض وجوه المتحرشين بعد إتيان فعل التحرش»
وأشار «مراد» إلى أن هذا السلوك أصبح منتشرا في الآونة الأخيرة بسبب تكرار الحالات التي يراها الشباب، ما أدى إلي شعورهم بأن الأمر أصبح عادي: «تكرار حالات التحرش بسبب اهتمام السوشيال ميديا بالقضايا اللي من النوع ده».
تعليقات الفيسبوك