قبل قرابة العامين، حقق عبدالرحمن رجب عبده، شهرة واسعة، كان الفضل فيها لصورة تجمعه مع ساديو ماني، لاعب ليفربول الإنجليزي، بعدما أظهرت تلك الصورة مدى التشابه الشكلي بين الشاب الأسواني القاطن بالقاهرة، واللاعب السنغالي؛ لكن بعد أيام قليلة من انتشار تلك الصورة بغالبية صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أن تحدثت عنه الكثير من الصحف ووسائل الإعلام في مصر وخارجها اختفى عن الأنظار، لتضعنا حكايته جميعا أمام أحد دروس تلك الحياة، والتي توضح فيه أن الشهرة التي تتحق بسرعة، بالتأكيد لن تطول ساعتها.
ويبدو أن «عبدالرحمن»، فطن وفهم هذا الدرس سريعا، حيث يعمل حاليا على تحقيق النجاح والشهرة من بوابة غناء الراب مدعوما بنوع جديد من الموسيقى يسمى «مزيكا الأفرو».
وكشف عبدالرحمن رجب عبده في حديثه مع «الوطن» قائلا: «أن قصته مع الراب بدأت معه من الشارع، لأن الحي الذي يسكن فيه بالقاهرة حي يعيش فيه نوبين، ومعظم النوبين بيحبوا توباك شاكور مغني الهيب هوب والممثل الأمريكي، وبيسمعوا أغانيه، فحبيت نوعية المزيكا دي والطريقة بتاعتها، ودخلت على يوتيوب، وفضلت أدور على نوعية المزيكا دي وأسمعها، واعجبت بيها، وحبيت مزيكا الـold school».
وفي تلك المرحلة ظهر دور أحد جيران الشاب الأسواني، ويدعى «إسلام»، في قصته مع الراب، موضحا أن جاره كان «يغني يراب فأنا قولتله أنا حاب، إني أراب وهو ساعدني في كتابة أول تراك ليا كان اسمه أصول الشارع، موجود على ساوند كلاود، الحقيقة هو سعدني من البداية وبعدين هو بطل وأنا قررت أكمل، وأتعلمت اكتر مع نفسي».
في الفترة الأخيرة حقق الكثيرون من الشباب والشابات شهرة واسعة دون أن يقدموا أي محتوى يذكر، بالتحديد تلك الظاهرة بدأت مع انتشار تطبيقات مثل «تيك توك» وغيرها، لكن «عبدالرحمن» اختار الراب كمحتواه، الذي سيوصله لحلمه بالشهرة الحقيقية، وليس فقط كمجرد شبيه للاعب ليفربول الإنجليزي، بسبب ضغوط الحياة، التي كان يعيشها في تلك الفترة، وعدم مقدرته على التعبير عما بداخله، فذهب إلى الراب، الذي يستخدمه في التعبير عما يشعر به، حسبما يشير، قائلا: «سعتها كنت بمر بمشاكل، منها في الشارع، ومنها مشاكل نفسيه، ومكنتش عارف احكي واعبر عن اللي جوايا، فحبيت اعمل مواضيع واتكلم عن ضغط الحياة، واللي بيحصل في الشارع واقوله».
وتابع «عبدالرحمن قائلا: «بحاول أطور من نفسي، بعد كل تراك بنزله، لأني حابب أضيف للراب، ومش عايز الشهرة وبس، عايز أقدم حاجة مميزة فيها احترام للفن اللي بقدمه، لأن ده أفضل بكتير من الشهرة لوحدها».
«عشان كل واحد حلو في مكانه ولونه»، كيفما أضح «عبدالرحمن» عن سبب اختياره لهذا النوع بالأخص من الغناء، وهذه النوعية من الموسيقى، منبها أن تفرده في تقديم هذا النوع أيضا، أحد الدوافع التي جعلته يقدم على هذا المجال، عملا بمبدأ «كثيرون حول الشعبي، قليلون حول الراب».
ورغم رغبته الكبيرة في النجاح بالراب لا يعول الشاب الأسواني، عليه في تحقيق دخله المادي، فإلى جانب ذلك يدير مشروعه بصناعة الـ Hand Made، الذي يعتمد عليه في توفير احتياجات والتزاماته المادية ويأمل بأن يفتتح فروع له كثيرة، مختتما حديثه: «كده كده أنا الحمد لله، عندي محل شغل يدوي هاند ميد، فربنا يسهل الأمور، وافتح فروع في مصر وأسوان وشغال شغلانة تانية، الحمد لله أكيد نفسي قدام ابقا حاجة كبيرة وليا اسمي».
تعليقات الفيسبوك