اتخذ من الشخبطة وسيلة للإبداع، فحوَّل عبدالرحمن الحسيني، حركات القلم غير المنتظمة إلى «بورتريه» للأشخاص والمشاهير، في طريقة إبداعية جديدة عن الفنون التقليدية لرسم الصور الشخصية المعتادة، وهو ما جعله محط الأنظار من المعجبين على مواقع التواصل الاجتماعي والمحيطين به في محافظة الإسكندرية.
«معقولة ممكن يكون فيه تفاصيل لرسمة كاملة بالشخبطة؟!» من هنا كانت بداية عبدالرحمن ذلك الشاب السكندري صاحب الـ18 عاما، مع ذلك الفن المبتكر، وذلك بعدما رأى «بورتريه شخبطة» بطريقة احترافية جداً من رسام ماليزي اسمه «vince low» والذي استلهم منه ذلك الفن.
الطالب في الفرقة الأولى بكلية الهندسة الزراعية بجامعة الإسكندرية، اكتشف منذ سنوات موهبته في الرسم بالفحم والقلم الرصاص، إلا أنه لم يهواه بشكل كبير لعدم وجود تميز في هذا الأمر، حتى وجد مبتغاه عبر تطبيق Pinterest، حين وجد رسمة الرسام الماليزي بطريقة الشخبطة التي أبهرته.
«بحثت عنها في مصر وفي الشرق الأوسط كله ولاقيت أن الناس اللي بترسمه باحترافية تتعد على الإيد» بتلك الكلمات كشف عبدالرحمن عن سر إعجابه بذلك الفن كونه مميزا وغير منتشر، الأمر الذي دفعه للمحاولة في فكرة لتنفيذها: «مسكت أول الخيط وفضلت أرسم أرسم وبقالي سنة دلوقتي حرفياً برسم وتمكنت من الرسم بعدها بشهرين مش أحسن حاجة بس كنت بطلع الشبه».
وأضاف الحسيني لـ«الوطن»، أنه مع الوقت تمكن منها ما دفعها لتقديم رسوماته مقابل مبالغ مالية، ومع ذلك بسبب ضغوطات دخل في حالة من الاكتئاب لم يستطع الخروج منها سوى بقيت بعمل أوردرات وعملت أوردر لليوتيوبر ليدو وأخته برسم رسمة «محمد صلاح ورامي السبيعي (big ramy)» والذي أطلق عليها عنوان: «صرخة النصر»، مستكملا: «فعلا هي كانت صرخة نصر على فترة كانت صعبة في حياتي».
وعلى الرغم من ندرة فناني ذلك الفن، إلا أنه وجد بعض الأشخاص يتقنونه ما دفعه للاستعانة بهم للوصول إلى مستوى عالٍ من الرسم، ليصل إلى مرحلة إيجاز الرسمة في وقت أقل مما كان يستغرقه في بداية الأمر، حيث كانت تستغرق الرسمة من 6 إلى 7 ساعات بينما رسمة الملك لير استغرقت 36 ساعة، موضحاً: «برسم بصباعي مش بتاب جرافيك زي ما الأغلب بيرسم».
ويقدر عبدالرحمن قيمة رسمته بـ100 جنيه، ومع ذلك لا يرغب في جعلها وظيفته، بل يرغب في العمل بشهادته عقب التخرج، فيما يبقى أمله الأبرز هو إقامة معرض فني في أتيليه الإسكندرية، لافتاً إلى أن أي مبلغ يحصل عليه من الرسم يستخدمه لتطوير موهبته أملا في تحقيق مبتغاه.
تعليقات الفيسبوك