تعيش في منطقة شعبية تبعد عن حي المرج مسافة طويلة، تخرجت في معهد حاسبات وسكرتارية، ولكنها اختارت لنفسها مشوارا شاقا بعيدا عن العمل الروتيني وقررت أن تعمل في خدمة توصيل الطلبات كمندوبة شحن وليس في مكان معين، في البداية كانت تستخدم وسائل المواصلات المتعددة لأنها لا تمتلك وسيلة خاصة بها حتى قررت شراء «سكوتر».
ضحى محمد التي تبلغ من العمر 26 عامًا، قررت العمل من الصفر حتى تستطيع تحقيق هدفها وهو إنشاء شركة شحن خاصة بها، ولكنها لا تزال تتجول في شوارع القاهرة والجيزة بدراجاتها النارية التي اشترتها بعد مجهود كبير من توصيل الطلبات: «كنت بتعب جدا وكان ممكن أمشي ساعتين على رجلي على أوردر فكان لازم أجيب حاجة أركبها وفضلت أحوش لحد ما جمعت فلوسه وجبتوا بـ22 ألف جنيه وتعبت جدا عشان أقدر أجمع الفلوس دي»، بحسب قولها لـ «الوطن».
«أنا حبيت الشغلانة دي جدا مش بحب أتقيد في مكان وأحب أبقى حرة نفسي ونفسي أحقق هدفي عشان كده قولت أبدأ من الصفر».. وصف ضحى التي تعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عام وحكت أنها هي من علمت نفسها بنفسها كيفية قيادة السكوتر بدون معرفة أسرتها: «محدش كان موافق وجبتوا مكنوش يعرفوا اتعلمت عليه لوحدي وهو موجود في جراج، كنت أقع وأقوم لحد ما قدرت».
حالة من الذهول انتابت أسرة ضحى عند معرفتهم شراء ضحى الدراجة النارية واعتقدوا أنها لن يستمر في الأمر طويلا وستبتعد عنه مع الوقت: «افتكروني هزهق منه بس فهموا خلاص أنه لأ، وخاصة أنه عايشة في مكان بعد المرج فأنا أول واحدة أسوق سكوتر في المرج وعين شمس فالناس عندهم ذهول إيه ده دي بنت».
تعرضت الفتاة العشرينية في البداية لمضايقات من الناس في الشوارع كونها تعيش في منطقة شعبية كان الأمر غريبا بالنسبة لهم: «دلوقتي الناس حفظتني أن في بنت هنا بتوصل طلبات مبقاش حد يضايقني زي الأول لأنهم عرفوني»، بحسب قول ضحى التي حكت أنه والدها متوفى ووالدتها سيدة على المعاش كانت تعمل في إدارة التربية والتعليم، ولديها شقيقتان غيرها.
وتعمل ضحى منذ كانت في المدرسة في المبيعات داخل محال الملابس كما عملت في عيادة طبيب وحاليا هي مندوبة شحن بمفردها بدون التعامل مع شركات شحن، وتحصل على 40 جنيها فقط خدمة توصيل: «كنت باخد 50 أو 60 جنيه وعاملة عرض حاليا بـ 40 جنيه بس لأي مكان في الدنيا القاهرة أو الجيزة والناس بتشتكي عامة من أسعار المندوبين فالناس ما صدقت لاقت أسعار».
«أنا بوصل أي حاجة ماعدا الأكل والحيوانات والحلويات والحمد لله اتعرفت كويس جدا».. شرح ضحى عما تعمل على توصيله، موضحة أن الموضوع صعب ومتعب وأن أشقاءها لا يستطيعون مساعدها لعدم حبهن في هذه المهنة: «نادرا لما تلاقي بنت ديليفري اللي بيدخلها مش بيكمل محدش من أخواتي حابب الموضوع عشان صعب ومتعب جدا فمحدش هيستحمله فأنا لوحدي لحد ما أعمل شركة».
وعن صعوبة المهنة أيضا، تعرضت ضحى لحادث بالدارجة النارية بالأمس، عندما كانت داخل نفق وأثناء ذهابها لتسليم طلب: «كنت سايقة على سرعة عالية ووقعت وودوني المستشفى بس الحمد لله، كمادات بسيطة وهكمل شغل عادي».
تعليقات الفيسبوك