كثرت عمليات النصب مؤخرًا بين المواطنين داخل قرى ومحافظات مختلفة، ورغم تشابه طرق النصابين إلا أنهم يستطيعون صيد فرائس جديدة في كل مرة، وذلك بسبب غريزة الطمع التي يتشارك فيها الطرفين النصاب والمنصوبين عليهم، وهناك دوافع نفسية واجتماعية تجعل الضحايا يثقون في النصابين رغم وضوح أساليب الاحتيال.
ويقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، إن ضحايا النصب وظاهرة المتسريح، أعدادهم تكثر يومًا تلو الأخر، بسبب أطماعهم وخيالهم الواسع بحلمهم نحو الثراء السريع دون تعب أو بذل مجهود، كما أن هناك دوافع نفسية واجتماعية تجبر الضحايا على الاستماع إلى النصابين والتمثيل بأنهم يصدقون ما يقولونه إليهم: «الضحايا دايمًا عندهم هوس الغناء وأنهم يغيروا عربياتهم ويسكونوا في مدن جديدة ويلبسوا على أحدث موديل ويشتركوا في النادي ويعيشوا عيشة تانية فهما من جواهم مش مصدقين بس بيعملوا أنهم مصدقين عشان يريحوا ضمايرهم ومش بيفوقوا إلا وهما مضحكوك عليهم وفلوسهم مش معاهم».
ويوضح «وليد» أن هناك عدة سمات يشترك فيها النصابين وضحاياهم، مثل «الطمع، الجشع، عدم الوعي القانوني، تنشئتهم في بيئة اجتماعية غير صالحة زي إني اشجع الطفل إنه يغش في الامتحان، ده يعلموا التزييف والتزوير والغش لصالح مصلحته أولًا»، وبحسب «وليد»، هناك دوافع تجعل الضحايا يخضعون إلى سيطرة النصابين، منها دوافع جنسية «يجي مثلا واحد عايز واحدة تعجب به أو يسيطر على مراته فده يحصل بالفلوس وعشان كده بيجري لأي نصاب ويشترك معه».
وتقول هبة عيسوي استشاري نفسي، إن النصابين يصطادون ضحاياهم بعناية شديدة ولهم نظرة صائبة في الضحايا: «كل نصاب زي ما يكون بيشم الضحايا بتوعه لأنهم بيكونوا طمعانين زيه بالظبط»، وتؤكد أن النصابين غالبًا يشعرون بلذة الانتصار في حال إتمامهم لعلمية النصب والاحتيال على الضحايا: «كل واحد منصوب عليه بيبقى حاسس من جواه ومتأكد بس الطعم بيبقى عامي قلبه».
«المشكلة في التنشئة الاجتماعية اللي أحيانًا بتكون غلط وبتولد نصابين لما يكبروا زي أني أخلي طفلي يكذب وأعوده إنه يغش في الامتحانات وميذاكرش عشان بس تتباهى إن ابنها من الأوائل» وتقول «هبة» إنه لابد من مراجعة المنظومة والتنشئة الاجتماعية بأكلمها حتى لا يكبر الأطفال بفكر الغش والطماع، وتتكون لديهم غرائز أخرى كالجشع: «وده ممكن بسببه النصاب يعمل أي حاجة عشان كده بنقول أن مش بس النصاب لوحده عليه لوم كمان الضحايا اللي بيبقوا عارفين إن سككه مش مظبوطة ومع ذلك بيشتركوا معاه عشان عايزين فلوس».
تعليقات الفيسبوك