أحلى أوقاته يُمضيها ممسكاً بالقلم، مستعرضاً جماليات الخط العربى، ومتنقلاً برشاقة بين أنواع الخط الكوفى الفاطمى والمملوكى والمصحفى والتربيعى، لتأتى جائحة «كورونا»، وتُعطيه الفرصة للانفراد بمعشوقه لفترات أطول، وإطلاق تحدٍ كان فى أمس الحاجة إليه، برسم 100 لوحة بالخط الكوفى فى 100 يوم.
أحمد حسين الجداوى، حصل على دبلوم التخصص فى الخط العربى عام 2013، بعد فوزه بأفضل مشروع تخرج على مستوى مدرسة «السعيدية»، ومن وقتها اهتم بالخط الكوفى، وتتلمذ على يد المهندس محمد منير الرباط، أحد كبار أساتذة الخط الكوفى بالعالم العربى، خاصة التربيعى، وحصل على الجائزة الأولى بملتقى القاهرة الدولى الثالث لفن الخط العربى لعام 2017، واستكمل دراسة الخطوط الكوفية (المملوكى والمصحفى والفاطمى) مع الفنان الكبير صلاح عبدالخالق فى منحة الخطاط المنفذ والتى أقامتها مؤسسة القلم بالقاهرة. فى الأول من نوفمبر الماضى، أطلق «الجداوى» تحدى رسم الـ100 لوحة، على أن ينشرها على مدار 100 يوم بصفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «بعد حصولى على الجائزة الأولى بملتقى القاهرة الدولى لفن الخط العربى فى 2017، إنتاجى للوحات قل بشكل ملحوظ، كما قل اشتراكى فى المعارض، وانشغلت بعملى الخاص، ومع بداية جائحة كورونا وتوقف الدراسة، أصبحت موجوداً كغيرى فى البيت لفترات أطول، لأنى أعمل بالتدريس، وفكرت أشتغل على عمل اللوحات». أخذ «الجداوى» يرسم اللوحات ويعدلها، إلى أن انتهى من 30 لوحة، فخطرت بباله فكرة الـ100 لوحة مع بداية نوفمبر: «اعتمدت إنى نفذت 30 لوحة، وبفضل الله أنهيت الـ100 لوحة خلال الـ100 يوم، واستفدت كتير من التجربة، أولها الاستعانة بالله، التحلى بالإصرار، وضرورة أن يدخر الشخص وقتاً لنفسه أياً كانت مدته، أحياناً كنت بعمل لوحة وأنا فى المواصلات، أو بشترى حاجة، لأننى مرتبط بهدف أكبر وهو نشر لوحة فى كل يوم، أما أعظم استفادة بالنسبة لى فكانت الصبر حتى أصل لثمرة الجهد». تنوعت لوحات «الجداوى» بين الخط الكوفى الفاطمى والمملوكى والكوفى المصحفى، وكان النصيب الأكبر للخط الكوفى التربيعى، فى محاولة منه لنشر فن الخط العربى الأصيل عبر نوافذ التواصل الاجتماعى، وفى ظل صعوبة إقامة المعارض الفنية بسبب جائحة «كورونا». ينوى الفنان الشاب الاستفادة باللوحات بعدة طرق، منها إقامة معرض لها حين تزول الجائحة، أو تدوينها على منتجات سواء كانت خشبية أو من الخزف والجبس.
تعليقات الفيسبوك