أسرة تعيش في فاقوس بمحافظة الشرقية، لا تمر عليها عدة سنوات، إلا ويصاب أحد أفرادها بمرض نفسي بأعراض مختلفة وغريبة، ما جعل أخيهم الكبير محمد مصطفى، يجوب الأطباء والشيوخ، حائرًا لا يعرف ما نوع المرض الذي أصاب أخواته الثلاثة، فالأطباء يقولون أمراض نفسية تحتاج إلى علاج يدوم لسنوات، والشيوخ بعضهم يقول سحر، والآخر يرى أن هناك لبس من الجن.
20 عامًا من المعاناة مع أخته «رشا»
منذ 20 عامًا، أصيبت رشا مصطفى، 32 عامًا، بصدمة عصبية حادة، وأخذت جلسات كهرباء وعلاج لسنوات طويلة دون فائدة، ما جعل «محمد»، يسلك طريقًا للذهاب إلى الشيوخ الذين أقروا، معانتها من جني، وخلال السنوات الماضية تزوجت وأنجبت 4 أبناء، ولكن زوجها لم يتحملها فطلقها منذ عام.
يقول «محمد»: «لما لقيت إن مفيش نتيجة مع الدكاترة لجأت للشيوخ، لأنها ساعات بتخرج تروح تقعد عند المقابر، ومابقتش تطيق إنها تسمع القرآن، وماتقعدش تاكل معانا ودايمًا، ومن رمضان اللي فات وهي معزولة عن العالم كله وما بتقعدش مع حد، كل ده رغم إن عقلها سليم وطبيعي».
معاناة أخيه من إنفصام الشخصية
منذ عامين، فقد أحمد مصطفي، 18 عامًا، الوعي لا يعرف أي أحد من أفراد أسرته ولا يتحدث معهم، وكان يخاف من سماع رنة الهاتف، وأقر الطباء النفسيين أنه يعاني من إنفصام في الشخصية، وطلبوا أن يسير على نوعًا من العلاج لمدة عامين، ولكن لم يمض سوي شهرين حتى انقطع عن الدواء تمامًا، لتظهر عليه أعراض غريبة مرة أخرى، مثل التوهان، حيث يجد نفسه أحيانًا غير قادر على الذهاب لبيته.
يتابع «محمد»: «الشيوخ قالوا إنه محسود، وهو كان شغال دليفري ساعات كان يتوه ومايعرفش يوصل الطلب للمكان، وده حصل لما بطل علاج».
الأخ الثالث يعاني من إنفصام في الشخصية
تتوالي المصائب على «محمد»، بعد إصابة أخيه ثروت مصطفى، 30 عامًا، بإنفصام في الشخصية، إذ أنه عند سماع القرآن يرتعش جسده بشدة وينتفض، ويردد الكلمات بطريقة متكررة بدلاً من أنا ينطقها لمرة واحدة، وكان موهومًا بإصابته بعمل سحري، وأصبحت تصرفاته غريبة، وبحسب «محمد»: «أنا شغال في مطعم ولقيت اخويا داخل عليا بيقولي عاوز كفتة ولحمة وفراخ، وطلب حاجات سعرها 4 آلاف جنيه، والغريب إنه بيقول أنه عازم أبويا المتوفي من سنين».
ابنه يعاني من ضمور في العصلات
مآساة «محمد»، لم تقتصر على مرض إخوته فقط، بل يعاني ابنه الصغير من ضمور في العضلات، ولم يجد أمولاً ليعالجه لأن جميعها تذهب لدواء إخوته، إذ يتمنى أن يجد طريقًا يسير فيه، تكون نهايته هي علاج إخوته، سواءًا كانت الشيوخ أو الطب النفسي، مضيفًا: «مش عاوز حاجة غير إني أعرف ازاي أعالج إخواتي لأني تعبت منهم، ومش لاقي طريق صح أمشي فيه لأني تعبت».
تعليقات الفيسبوك