ثقافة الإنجاب الكثير منتشرة بشدة في صعيد مصر، وتجربة والد «صالح» خير دليل، حيث أنجب 12 ابن وابنة من زوجتين، وهو ما أعطى نجله درسًا تعلم منه الكثير، عازمًا على عدم تكرار هذا الخطأ الذي كان سببًا أعاق استكمال دراسته، ليقرر الشاب الثلاثيني بعد زواجه إنجاب طفلين فقط، عملا بمبدأ «2 بس كفايا»، ليتمكن من رعايتهم وتقديم سبل الراحة والتعليم الجيد لهم، ولا يكرر خطأ والده، وهو ما تناشد به «الوطن» في مبادرتها «2 بس عشان ياخدوا حقهم»، من أجل دعم جهود الدولة في مواجهة النمو السكاني.
والد «صالح» أنجب 12.. والابن «اتعلم الدرس»
قرر صالح جمعة، 38 عامًا، والمتزوج من عام 2008، بالاتفاق مع زوجته، 28 عامًا، ألا ينجبا أكثر من طفلين، حتى يستطيعا توفير سبل الرعاية والتعليم الجيد لهما، وهو ما حدث بالفعل بعد زواجهما، حيث أنجبا صبيين أكبرهم عبد الرحمن، 11 عامًا، ويدرس في الصف الخامس الإبتدائي، والأصغر أحمد، 9 أعوام، في الصف الثالث الابتدائي.
«صالح» تحدى عادات الصعيد
علم الأب المقيم بمركز قفط التابع لمحافظة قنا، ويعمل صنايعي بناء، أن ظروف المعيشة لها تأثير كبير على التربية السليمة للأطفال، بحسب حديثه لـ«الوطن»، خاصة بعد تجربته مع والده واخوته الـ12، حيث إن والده لم يستطع إعطاء أغلبهم نفس القدر من الرعاية والإهتمام، فاستكمل بعضهم التعليم وتخرج من الجامعات، «مهندس معماري، دراسات إسلامية، شريعة وقانون، ثانوي أزهري دبلوم صنايع، الشهادة الإعدادية، والأخير في الصف الخامس الإبتدائي»، أما إخوته من الفتايات عددهم 5، وجميعهم حاصلين على دبلوم تجارة.
تجربة والده ظلمته في التعليم
«حتى لو كنا جبنا بنتين كنت هكتفي بهم»، هكذا وصف «صالح» اقتناعه التام بمبدأ «2 بس كفايا»، على الرغم من أن زوجته كانت تتمنى إنجاب فتاة، لكنها ارتضت بالولدين، حتى يستطيعوا تعليمهم جيدًا ويحافظوا على معيشتهم وتربيتهم جيدًا، بعد تعلمه من تجربة والده التي أعاقت استكمال تعليمه، ودخوله الثانوية العامة، على الرغم من أن مجموعه في الشهاده الإعدادية كان يسمح بذلك :«كان واحد فينا يتعلم واللي بعده لأ».
الأب: نفسي أشوفهم في أحسن حال
يأمل الأب في أن يرى طفليه في شهادات ووظائف مرموقة: «ضابط، دكتور، مهندس»، بحسب وصفه، ولذلك يوفر لهم كل سبل التعليم الجيد، على الرغم من كونه تمنى أن يلحقهم بالمدارس التجريبية الحديثة، إلا أن ظروفه المادية لم تسمح بذلك، ولكنه يعوضهم عن ذلك بالدروس، ومتابعة المنصات التعليمية الحديثة.
تعليقات الفيسبوك