العديد من الأساطير التي تحكى حول حركات غريبة تحدث في المقابر، ربما يكون معظمها مجرد وهم يعيش به الفرد بعدما يتم تهيئته لقبول ذلك الأمر، ومع رؤية أي شيء يتحرك يظن الفرد الواقع تحت تأثير الخوف أن الأمر حقيقي، فيدخل الشك إلى العقل فيسلم به ويقبله، ومن هنا يبدأ الفرد في سرد حكايات غريبة هو فقط من يستطيع تصديقها، في حين يرفضها الآخرون، لأنها في كثير من الأحيان تخرج عن نطاق المنطق.
أصوات مرعبة
أمور غريبة وأصوات كان أهل قريته الواقعة في إحدى مدن محافظة البحيرة دائمي التحدث عنها، الأمر الذي جعله هو الآخر يظن أنه ربما تكون تلك الحكايات واقعية.
سنوات عديدة مرت على سماع محمود سالم، 31 عاما، قصصا مخيفة عن أحد المدافن المهجورة بالقرية، ظلت تلك الروايات عالقة في ذهنة حتى جاءت تلك اللحظة التي قرر فيها الشاب أن يغامر ويتجول داخل تلك المدافن الواقعة في أطراف القرية، لا أحد يزورها منذ زمن بعيد، الأمر الذي جعلها طيلة سنوات عديدة طي النسيان.
قرار خطير
قرار خطير اتخذه الفتى بعد مشاورات مع عقله، الذي كان بقبل المغامرة والدخول إلى تلك المقابر، وقلبه الذي يجزم بأنه ليس هناك ما يدعو للقلق، فقط هي روايات غير صحيحة يرددها أبناء القرية عن غير علم بها.
يقول «محمود» إنه بعد تفكير استمر شهرا كاملا، قرر الذهاب والدخول إلى المدافن والاقتراب من ذلك المدفن الذي يخشاه الجميع، لحظات تحبس الأنفاس، عندما هم الفتى بالاقتراب منها: «كنت مرعوب، وكنت ماشي بترعش، لكن كان جوايا حاجة بتقولي روح شوف إيه الحكاية، وفعلا جمدت قلبي وروحت».
لحظات تحبس الأنفاس
اقترب «محمود» من المدفن وحينما وصل بالقرب منه، رأى مجموعة من الأطفال يمسكون بجدران المقبرة، ويبكون بصوت عال، هنا تبدد خوفه وشعر بأن الأمور طبيعية، وذلك لوجود أطفال في هذا المكان المرعب: «لما شوفتهم قلبي اطمن وقولت يبقي عادي بقى ما فيه أطفال في المكان أهو، لكن كنت مستغرب وجودهم في المكان ده، وازاي جم لوحدهم لحد هنا، ومين معاهم، وليه بيعيطوا بالشكل ده».
بكاء الأطفال جذبه ودفعه إلى الذهاب إليهم من أجل التعرف على سبب البكاء وكيف جاءوا إلى هذا المكان: «قربت منهم علشان أطمن عليهم، وفجأة اختفوا لما بقى بيني وبينهم متر».
تملك الرعب من قلبه، كيف حدث ذلك، وهنا لم يتمالك نفسه وفقد السيطرة على نفسه وهم مسرعا للخروج من المكان، وظل يجري حتى وصل إلى القرية، وهو في حالة ذعر شديد، غير مدرك لما حدث: «بيجيلي كوابيس بالليل بسبب الموضوع ده، ولما بقيت احكي لحد اني شوفت عيال هناك يتريقوا عليا».
التفسير النفسي لما حدث
يعلق الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، ويقول إن ذلك الشاب وقع تحت تأثير التوتر الشديد، الناتج عن ذهابه إلى هذا المكان وهو في تحدٍ مع النفس، الأمر الذي جعل العقل يكون في حالة تهيؤ لقبول كل ما يراه ويصدقه دون الحاجة إلى دليل مادي: «هو رايح يعمل مغامرة، ومتخيل إنه فعلا هيشوف عفاريت وحاجات مخيفة، وعقله صدق ده، ومن هنا اللاشعور عنده اداه إحساس إن فيه أطفال في المكان على غير الحقيقة وده بسبب التوتر».
لا يحتاج الشاب إلى علاج نفسي بحسب «فرويز» وذلك لأنه موقف عرضي انتهى بانتهاء الموقف، ولكن عليه أن يحذر من تكرار هذا الأمر: «بلاش ندخل في مغامرات ممكن تضر الصحة النفسية بتاعتنا».
تعليقات الفيسبوك