سليمان
يعيش وسط أكوام القمامة، والأتربة والروائح النتنة، واختار أن يكمل حياته بجانب الترعة وسط تقلبات الجو السيئة، هذه حياة الشاب «سليمان» الذي اختار الشارع حتى يأويه، بعد أن ترك منزله والدفء الأسري الذي كان ينعم به، فبعد إصابته بخلل واضطراب نفسي، أصبح يميل إلى الوحدة والانعزال، لذا قصد حياة المشردين، وتغيرت أحواله، فبات يأكل الحيوانات الميتة، ويعشق طعمها، والأكثر غرابة، أنه لا يعاني من أي أمراض بالمعدة أو وبائية.
سليمان عيد 40 عاما، من أبناء محافظة البحيرة، يعيش مشردا على كوبري البستان داخل مركز الدلنجات، يرفض أن يعود إلى منزله، فهو يسكن الشارع منذ 20 عاما تقريبا: «سليمان ده كان شاب كويس جدا، طبيعي ومتخرج في الجامعات وبيعرف يتكلم عربي وإنجليزي ومثقف، وللأسف اتفاجأنا هنا في البلد كلنا، أن هو حصل له اللي حصل، ومبقاش طبيعي، وبقى مريض نفسي، ورافض أنه يرجع البيت تاني، وعايز يعيش في الشارع، وبياكل الحيوانات الميتة، بيروح يجيب الفراخ الميتة ويشويها بالريش بتاعها وياكلها وهو في الشارع» بحسب خليل شعبان أحد الجيران، والذي يراعي «سليمان» ويتطوع بالاهتمام به.
ويقول «خليل»: إن الشاب «سليمان» لا يصدر أي أفعال عدوانية، ويتجنب التعامل مع المارة، ولا يأذي الآخرين، بل على العكس يجلس في صمت تام: «بروح اتكلم معاه واقنعه أنه يروح البيت أو نشوف له أي دور رعاية يقعد فيها، بس هو رافض تماما، وجبناله العمدة بتاع البلد، رافض يتحرك وبيقول أنه له أخين وأخت كمان، وبييجوا عشان يرجعوه وبيرفض، ومحدش عارف يحركوا من مكانه نهائي».
يتعمد «سليمان»، أن يجلس وسط القمامة والرائحة النتنة، حتى أن يديه متسختان كثيرا وأيضاً ملابسه وشكله متسخ وتميل بشرته إلى اللون الأسود، إثر أتربة الشارع: «سليمان ده كان شاب ذوق ونضيف ورايق، وكلنا في البلد زعلانين عليه، وبنحاول نساعده وهو اللي رافض، وفي عز البرد مش بيتغطى نهائي، بيولع في الزبالة ويشوي الفراخ الميتة بالريش بتاعها ويقعد ياكل فيها، ولما بنسأله طب أنت كويس ولا تعبان بيقول أن مفيش عندي أي مرض».
أقرأ أيضاً.. أول فيديو لـ«مروة» كومبارس «الحاج متولي»: في طريقها إلى «صحة» المعمورة
ويقول «خليل»: «جبناله شيوخ عشان يقرأوا عليه لو ملبوس، وطلع زي الفل ومفيهوش أي حاجة».
تعليقات الفيسبوك