كأي فتاة في الجامعة، لم تكن ريم رمضان، التي كانت تدرس بكلية الشريعة الإسلامية، تحلم بأكثر من وظيفة تناسب مؤهلها، وزوج يشاركها في تكوين عائلة لتحمل لقبي الزوجة والأم، إلا أن الحياة لم تمنحها سوى العائلة بينما ضنت عليها بالوظيفة المناسبة، لتمتهن مسح السلالم وتنظيف المكاتب والعيادات، في ظل ضعف راتب زوجها الذي لا يكفِ نفقات طفليهما.
وطوال 4 أعوام تقريبا، تستمر معاناة الفتاة التي حصلت على الليسانس، دون أن تتمكن من العمل به، فتارة تشعر بالظلم، بسبب عملها في مهنة لا تناسب مؤهلها، واحيانا أخرى تشعر بان هذا واجبها في مساعدة زوجها، وأن «العمل مش عيب»، لتمضِ حياتها ما بين هذا ووذاك.
ريم رمضان: محدش بيصدق إني خريجة كلية
«أنا تعبت ونفسي ارتاح مش عايزة حاجة لنفسي محدش بيصدق إني خريجة كلية بس أعمل ايه المهم ولادي» تقول ريم رمضان، البالغة من العمر 25 عاما، بحسب ما روته لـ«الوطن».
حكاية «ريم» بدأت قبل 5 سنوات، حينما تزوجت وهي في عمر الـ20، لتجد نفسها مسؤولة، رفقة زوجها الحاصل على دبلوم تجارة ولم يجد عملا سوى بأحد المطاعم؛ لتضطر للنزول من أجل مساعدته على أعباء الحياة، خاصة وأن لديها طفلين يبلغ أولهما 3 سنوات، والآخر عام ونصف.
ويوميا وعقب خروج زوجها للعمل، تبدا «ريم» رحلتها، فبعد ترتيب بيتها ورعاية طفليها، تعكف على تنظيف السلالم مقابل 10 جنيهات للدور الواحد، أو ترتيب أحد العيادات، وتلبية احتياجات السوق، وهي تحمل رضيعها الصغير، متابعة بصوت باكٍ: «بتصعب عليا نفسي وأنا نازلة بابني اللي بيتعب في البرد»، لكن ما يجعلها تستمر هو حاجاتها لتوفير إيجار منزلها البالغ نحو 700 جنيه فضلا عن المصروفات اليومية.
مساندة الزوج في أعباء الحياة، أمر تؤمن به «ريم»، ابنه مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، ولا ترغب في أن يساعدها أهلها حفاظا على كرامة زوجها، فكل ما تريده بالحياة هو فرصة عمل لشريك حياتها، معبرة: «نفسي في أي شغل لزوجي وارتاح وأقعد في البيت وأخلي بالي من ولادي».
تعليقات الفيسبوك