لم يكن له يوما محددا، بل كان يسكن في قلوبهم دائما، فلم تكن تلهيهم الأحداث التي عاشتها مصر في فترة الخمسينات والستينات، عن التعبير عن عشقهم لرفقاء العمر، « عيد الحب » كان كل أيام العام، فالجيل القديم اعتاد على العيش مع النصف الآخر على «الحلوة والمرة»، ليصبح الحب عنوانا لهم.
يقول محمود عبدالفتاح، 74 عاما، إنه تعرف على زوجته أثناء دارستها بالكلية، لتبدأ رحلة مختلفة بينهما، فلم يكن التعبير عن الحب الصادق يلزمه تقديم الهدايا أو التنزه مثلما يحدث حاليا، بل كان يكفي جواب مكتوب بخط اليد به عبارات اشتياق ولهفة: «مكنش في تليفونات ولا سوشيال ميديا اللي بوظت العلاقات دي، كنت بحب استناها واتكلم معاها، الكلمة في حد ذاتها كانت ميثاق وبرهان على قيمة الحب».
سهير محمد، البالغة من العمر 80 عاما، حكت لـ«الوطن» ذكرياتها مع الحب أيام الستينات، فكانت تلك الفترة التي تعرفت فيها على زوجها الراحل: «كان بيبعتلي جوابات مكتوب فيها كلمتين، هما بحبك وحشتيني، ورغم ظروف سفره إلا إنه عمره في يوم ما غاب عني، ودايما كان بيتطمن عليا، عمري ما شوفت حب صادق زي اللي عشته ده، دلوقتي».
الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية، شرح لـ«الوطن»، سبب تغير الحب بين الأجيال القديمة والحالية، حيث إن طبيعة فروق الناس اختلفت عن الماضي: «دلوقتي السوشيال ميديا صنعت ظاهرة الحب السريع، والتلاعب بالمشاعر، ومحدش بيقول الصراحة».
أضاف: «قديما الحب كان له طعما خاصا، اللي بيحب حد كان بيوصل له رغم أي شيء، أما في الأجيال الحديثة أدت التكنولوجيا لفقدان الثقة في الحب، وطبيعة الأشخاص حاليا أساءت لمعنى الحب وأفسدت العلاقات، الحب مضمونه واحد عبر العصور، لكن دلوقتي كل واحد بقى بيفكر في نفسه وبقى في ابتزاز واستغلال، زمان كان في وفاء وانتماء وناس هادية معندهاش نفاق بتقول الكلام اللي طالع من قلبها كله أحاسيس صادقة».
تعليقات الفيسبوك