بين صالات الاستقبال المنتشرة في أرجاء مطار القاهرة الدولي، يتنقل «أحمد رضا» لمتابعة فحص الأفواج الواصلة إلى الأراضي المصرية من الخارج، بدقة شديدة على مدار اليوم، يتسلم كشوف الأسماء ونتائج الفحوصات الطبية خلال فترة الوباء بعدما يتحصن جيدا بملابسه الواقية، ثم يتولى توزيع الحالات الإيجابية منهم إلى العزل وينصرف من أمامهم، فتهدأ أنفاسه المضطربة قليلا، أزمة أعادت تشكيل مسار يومه لم يجد سوى التصوير لتفريغ طاقته السلبية، يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلا.
يعمل مراقب صحي بمطار القاهرة منذ 7 سنوات
على مدار سبع سنوات اعتاد«أحمد» العمل تحت ضغط في أوقات المواسم، بحكم طبيعة عمله كمراقب بالحجر الصحي لمطار القاهرة الدولي، إلا أن الأمر اختلف كثيرا مع الموجة الأولى لوباء فيروس كورونا في دول العالم، تشديدات مضاعفة وإجراءات صحية لم تشهدها البلاد من قبل، في البداية كنا بنطبق الإجراءات دي على المسافرين اللي جايين من بلاد ظهر فيها حالات كورونا وبعد ما بدأت فترة الحظر ضغط الشغل زاد وقت إجلاء العالقين المصريين من الدول»، يقول الشاب الثلاثيني في بداية حديثه لـ«الوطن» عن الفترة الصعبة التي بدأت منذ مارس الماضي.
الأزمة تركت بصماتها على نفوس الجميع، آلاف الأشخاص التي تدخل يوميا إلى الأراضي المصرية من الخارج، كثير منهم مصاب بالفيروس، تتضاعف المهمة لإنهاء إجراءات تحويلهم إلى أماكن العزل المخصصة لهم، بينما يحاول المراقب الصحي أن يختلس من الزمن ساعة أو أقل لممارسة هوايته في توثيق المناظر أي مشهد إنساني مؤثر بعدسته الخاصة، «من زمان أوي بحب التصوير ومن فترة بدأت أفكر إني أعمل الحاجة اللي بحبها جنب شغلي الأساسي»، حتى وجد دعمًا وتشجيعًا من أحد أصدقاءه.
ضغط العمل أثناء فترة كورونا لم يفقده شغفه وحب التصوير
إرهاق العمل لم يفقده شغفه، حب التصوير ظل مسيطرًا على عقله ومتملكًا من روحه، وما أن بدأت الأزمة في الانفراج حتى عاد لممارسة هوايته الأقرب إلى قلبه، يتلقى طلبات لتصوير الأفراح والمناسبات المختلفة «أول ما بدأت الأزمة تهدا كنت بستغل يوم الأجازة من الشغل عشان أصور»، يقول كمن يتذكر رحلة طويلة، متناسيًا بهوايته الضغط النفسي الذي يتعرض له نتيجة العمل في ظروف الوباء.
العائد المعنوي من تصوير الأفراح والمناسبات الخاصة، أعظم أثرًا في نفس المراقب الصحي الثلاثيني من العائد المادي، بحسب وصفه، يتناسى تعبه بفرحة العروسين بالصور، «فرحة الناس بالصور بتشجعني أكمل في هوايتي وبيجدد شغفي».
تعليقات الفيسبوك