نحتفل، اليوم، بحلول شهر رجب وهو الشهر السابع من الشهور الهجرية ويليه شهر شعبان ثم رمضان ويحتفل فيه المسلمون بذكرى الإسراء والمعراج؛ وله فضائل كثيرة كشفها فضيلة الشيخ أحمد عبدالحليم خطاب الباحث الشرعي بدار الإفتاء المصرية، مؤكدًا أن فضل شهر رجب ثابت بقطع النظر عن درجة الأحاديث الواردة في فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة؛ وذلك لكونه أحد الأشهر الحرم التي عظمها الله تعالى في كتابه الكريم وقال: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]، مؤكدًا أن الشهور المحرمة هي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
وحذر خطاب من الظلم في هذا الشهر مؤكدًا أن الإمام أبو جعفر الطبري نقل في «تفسيره» عن قتادة أنه قال: «إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء».
وأشار خطاب في حديثه لـ«الوطن» إلى أنه من تعظيم هذا الشهر كثرة التقرب إلى الله تعالى بالعبادات الصالحة؛ من صلاة، وصيام، وصدقة، وعمرة، وذكر، وغيرها، فالعمل الصالح في شهر رجب كالأشهر الحرم له ثوابه العظيم، مؤكدًا أنه لا يصح ما يذكر عن عدم استحباب الصيام في هذا الشهر مشددًا على أنه ليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة في أي وقت من السنة إلا ما نهى الشرع عليه؛ كصيام يومي العيد الفطر والأضحى وأيام التشريق، ولكن روي عن أبي قلابة وهو من كبار التابعين رضي الله عنه قال: «في الجنة قصر لِصُوَّام رجب».
وأوضح خطاب أن ورود حديث في صيام الأشهر الحرم كلها حديث مجيبة الباهلية عن أبيها أو عمها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» قالها ثلاثًا، موضحًا أنه لم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به.
ونصح خطاب المسلمين بضرورة التضرع والدعاء إلى الله في هذه الأيام المباركة برفع الوباء والبلاء عن البشرية وأن يحفظ الله بلادنا وشعبنا ورئيسنا من كل مكروه وسوء.
من جانبه أكد الداعية الشيخ تامر مطر، أن شهر رجب لم يخصص بعمل من الأعمال، مشددًا على أن عدم التخصيص لا ينفي الأفضلية الزمنية له ولا ينفي جواز القربة إلى الله فيه وذلك لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها».
وأوضح مطر أنه يجوز في هذا الشهر المبارك التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي يحبها الله من اطعام الطعام والذكر والصلاة والصيام، مؤكدًا أنه فرصة إيمانية عظيمة لشحن الهمم واستعداد النفوس لرمضان لتقبل عليه صافية مليئة بنور ربها، مشددًا على ضرورة أن يعظم الناس حرمة هذا الشهر ويجتنبوا القتال والبغضاء والتشاحن بينهم.
تعليقات الفيسبوك