لماذا يتعرض الأشخاص للنسيان بشكل سريع ومتكرر؟ الإجابة نجحت فيها دراسة جديدة عن تحسين ذاكرة الأحداث المعقدة والواقعية المشابهة لتلك الأحداث من خلال تطبيق التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS) على شبكة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
وبحسب «سكاي نيوز»، نقلا عن تقرير حول الدراسة منشور بموقع «ساينس دايلي نيوز»، فإن باحثون من جامعة «نورث ويسترن» الأمريكية، طلبوا من المشاركين مشاهدة مقاطع فيديو للأنشطة الواقعية لقياس كيفية عمل الذاكرة أثناء المهام اليومية؛ لتثبت النتائج أنه من الممكن قياس أنواع الذاكرة الواقعية ومعالجتها.
وأوضحت ميليسا هيبشر، الباحثة والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أنه يجب التذكر على أساس يومي الأحداث المعقدة التي تنطوي على العديد من العناصر، مثل المواقع والأشخاص والأشياء المختلفة، مضيفة: «لقد تمكنا من إظهار إمكانية تحسين الذاكرة للأحداث المعقدة والواقعية بطريقة آمنة وغير جراحية باستخدام تحفيز الدماغ».
وأجريت الدراسة على شباب بالغين أصحاء في بيئة معملية خاضعة للرقابة، مضيفة «هيبشر» إن نفس الأسلوب يمكن استخدامه أيضاً لتحسين الذاكرة لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الذاكرة بسبب تلف الدماغ أو الاضطرابات العصبية.
واستخدم مؤلفو الدراسة تقنية (TMS) بهدف تغيير نشاط الدماغ والذاكرة للأحداث الواقعية ومباشرة بعد التحفيز، إذ أجرى الأشخاص مهمة التذكر أثناء فحص أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وعبر تقنية علمية معينة لتصوير الدماغ لمقارنة أنماط نشاط الدماغ عندما كان الأشخاص يشاهدون مقطعا مصورا مع نشاط الدماغ عندما كان الأشخاص يتذكرون نفس المقطع.
وقاس العلماء تأثير التنبيه من خلال مقارنة الذاكرة ونشاط الدماغ بعد تحفيز شبكة الذاكرة بنفس المقاييس بعد تحفيز منطقة دماغية لا تنتمي إلى شبكة الذاكرة.
وأثناء الاختبار شاهد الأشخاص مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو وتذكروها لاحقًا وأجابوا عن أسئلة صواب أم خطأ حول محتوى مقاطع الفيديو.
ووجد الباحثون أن تنشيط شبكة الذاكرة أدى إلى تحسين عدد الأسئلة التي أجاب المشاركون فيها بشكل صحيح، كما أدى إلى زيادة استعادة مقاطع الفيديو في مناطق الدماغ المرتبطة بالمعالجة البصرية.
و بدلاً من عرض صور أو قوائم كلمات للمشاركين في الدراسة -وهي ممارسات نموذجية في الاختبارات المعملية التي تحلل الذاكرة - شاهد المشاركون في هذه الدراسة مقاطع فيديو للأنشطة اليومية مثل قيام شخص ما بطي الغسيل أو إخراج القمامة.
وقالت مؤلفة الدراسة، إنه بعد التحفيز، أجاب المشاركون في الدراسة بشكل أكثر دقة على الأسئلة المتعلقة بمحتوى مقاطع الفيديو، مثل تحديد لون القميص الذي كان يرتديه الممثل، أو وجود شجرة في الخلفية، وبجانب ذلك وجدت الدراسة أن تحفيز الدماغ أدى إلى استعادة أعلى جودة للذكريات في الدماغ.
ويرى الباحثون أن هذه النتائج سيكون لها آثارها على تطوير طرق آمنة وفعالة لتحسين الذاكرة في العالم الحقيقي.
تعليقات الفيسبوك