الإبداع لا يقتصر على تطوير تلك المواد التي درسها الإنسان، ولكن هناك إبداع من نوع آخر، يقوم به الفرد، حينما يشعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من البطالة، ومن هنا يتولد لدى البعض، رغبة حقيقية في الخروج من تلك العقبة، من خلال ابتكار سبل جديدة يمكن من خلالها العيش.
على الرغم من أن مجال دراسته، يختلف كثيرا عن المجال الذي يعمل به الآن، إلا أنه قرر أن يعمل من أجل كسب قوت يومه، محمد الهواري ذلك الثلاثيني الذي درس ميكانيكا الديزل، لكنه سلك طريق يختلف عن مجالات تلك الدراسة، حيث أبدع في نحت تماثيل الأطفال، من خلال تجسيد الشخصيات الكرتونية التي يراها في مسلسلات الأطفال والشخصيات الكرتونية، لتكون علي أرض الواقع بأشكالها واحجامها الحقيقية.
منذ أن كان في الثامنة عشر من عمره، وهو يعلم أن لديه موهبة ويتعين عليه تطويرها، ونظرا لأن طبيعة تلك المنطقة المحيطة به تختلف عن مناطق كثيرة في، القاهرة لوجود عدد من ورش، النجارة بها، أحب الثلاثيني هذا المجال كثيرا: «المنطقة كلها ورش نجارة، وأنا قولت أجرب الموضوع، وفعلا استاذنت من صاحب ورشة إني أتعلم منه، وبعدها بقيت أشوف الشغل قصاد عيني وأتابع».
أحب الرجل تلك المهنة وقرر شراء أدوات تساعده علي تطوير موهبته تلك: «اشتريت عدة للشغل الازميل والضفر وابتديت أجرب قطع من الخشب الصغيرة، لاقيت أن في إعجاب لشغلي نزلت أكتر من مكان أعرض شغلي عليهم، علشان أبدا اسوق لنفسي».
في طريقه لتسويق منتجاته تعرف «محمد» على ورش الفيبر جلاس والمجسمات الكبيرة، ومن هنا تعلم فنون النحت علي الطينة إلي جانب القوالب الرابر التي تعلم تصنيعها أيضا: «كانت دراستي في نفس الوقت اللي كنت بشتغل فيه، وبعدين عملت ورشة خاصة بيا بدأت في البيت عندي».
يستخدم «محمد» خامة «الفيبر» جلاس والياف البوليستر، في صناعة العاب الأطفال: «صناعة الألعاب تختلف تماما عن أي شغل تاني، إختيار الشخصيات الكرتونية لتصنيع الالعاب بيتم علي الفلم نفسه، لأني بختار الشخصيات حسب حب الأطفال ليها، وأى فيلم جديد بينزل لازم اتفرج عليه واختار منه الشخصية اللي هتكون بطلة اللعبة».
بعد اختيار الشخصية تأتي مرحلة نحت الشخصيات والعربات الخاصة بالأطفال والأحجام الكبيرة: «بعد النحت علي الطين بنعمل القوالب بتكون من الفيبر جلاس أو الرابر، وبعد كدة بنصب فيها خامة الفيبر برضو بس بعد عزل القالب، وبعد كده مرحلة الشاسية الحديد والميكانيكا للعبة وتركب الأشكال علي اللعبة وبندهن حسب ألوان اللعبة والشخصيات، وفي شغل زي التماثيل للفنانين دي بتبقي بالطلب للمطاعم والمولات»
تعليقات الفيسبوك