طموح وإيمان بأهمية العمل والعلم كان الشرارة الأساسية وراء مشوار أسرة مصرية بسيطة بقرية «عبس» التابعة إلى مركز الحسينية بمحافظة الشرقية؛ إذ استطاع رب بيتها في توفير حياة كريمة لبناته وأولاده وتعليمهم؛ ليردوا إليه الجميل فيما بعد بمساعدته بعمله في صناعة الأقفاص.
سلامة عبدالرحيم، رب الأسرة المكونة من 9 أفراد، استطاع تعليم بناته الخمس تعليما جامعيا ما بين حاصلة على الدكتوراة وطالبة بكلية الحقوق وآخرى تدرس بكلية اللغة العربية، فضلا عن فتاة بكلية الشريعة الإسلامية، أما الصغرى فما زالت تدرس بالصف السادس الابتدائي، بحسب قوله لـ«الوطن»، مضيفا: «طول عمري ضد ترك الفتيات التعليم لازم تكون إنسانة متحضرة تنفع نفسها وأسرتها».
ما يدركه «عبدالرحيم» قد يكون عكس ما تربى عليه في الريف المصري بأهمية زواج الفتيات وعدم الحرص على التعليم لكن حرمانه من التعليم في الصغر جعله يعوض ما تمناه في فتياته الخمس المعروفات في بلدتهم بـ«5 بنات بـ100 رجل»، بجانب ولديه «يوسف وطه»؛ إذ أن الأول طالبا بكلية التجارة والثاني ما زال طفلا يدرس بالصف الثالث الابتدائي.
ومثلما حرص «عبدالرحيم» على توفير حياة كريمة لأبنائه السبعة حرصوا جميعا على دعم والدهم ومساندته من خلال مشاركتهم في عمله بصناعة الأقفاص طوال فترة تواجدهم بالمنزل والإجازة، مقسمين أوقاتهم ما بين العمل والدراسة.
موقف الأبناء السبعة جاء نتيجة تربية «عبد الرحيم» المركزة على أهمية العمل، قائلا: «ده باب رزق ولازم نحافظ عليه عشان نقدر نعيش ونكمل».
ومع ظروف الحياة الصعبة، حاول الأب أن يطور من عمله عن طريق ابتكار «مكنة» تتعامل مع جريد النخل، بحسب حديثه لـ«الوطن»، معبرا عن أن كل ما يتمناه هو تبني أحد لمشروعه وتطوير جهازه حتى يستطيع مواظبة العيش وتوفير حياة كريمة لأبنائه.
تعليقات الفيسبوك