قصة اليوم حدثت بالفعل في «المقابر».. كانت تجربة شخصية لأحد الأصدقاء، لكن في البداية إذا كنت ممن يخافون من قراءة قصص الرعب، فلا تقرأ هذه الأسطر، فهي واحدة من القصص الحقيقة المرعبة.
اسمي أحمد، أدرس في كلية الآداب بالمرحلة الثالثة، أحب الأدب والشعر وكتابة القصص، بدأت الحكاية بأمسية ثقافية، ففي يومٍ ما كنت بالجامعة، قابلت صديقي طارق، ودعاني إلى حضور أمسية ثقافية معه بأحد الأماكن القريبة من الجامعة، في مصر القديمة، فوافقت على طلبه خصوصًا بعدما علمت بأن الأمسية ستحضرها فتاة أحلامي، مع عددٍ لا بأس به من الأصدقاء.
اتفقنا على الموعد، وتقابلنا أمام الجامعة في الرابعة عصرًا، وذهبنا في مجموعاتٍ إلى المركز، وبدأت الأمسية، مرَّ الوقت سريعا ولم نركز معه، فنظرت في الساعة إذ هي العاشرة مساء، فنبّهت أصدقائي بأن الوقت تأخر، وبالفعل كنا في الشارع بعدها بـ5 دقائق، وكل منا ماضٍ في سبيله.
لم أكن على دراية كاملة بالمكان المحيط بالمركز، فكنت أقف مع 4 فتيات من «شلة الجامعة»، فأخبرتني إحداهن إذا كنا نريد الخروج من المكان والوصول إلى طريق المواصلات علينا اجتياز المقابر كي نصل إلى الشارع، فهو أقرب منفذ للخروج.
ترددت في البداية، لكن أمام إصرارهن على المغادرة، اتجهت معهم إلى ذلك الطريق المشؤوم، الذي كان على بُعد خطواتٍ قليلة، من المركز، كنا نسير في شارع ضيق يشبه الممر، لم يكن فيه سوى عمود إنارة في منتصف الطريق.

لم يمر سوى دقيقة ونحن في الطريق الذي لا حياة فيه، حتى وإن كانت نبتة «صبار»، بدأنا نسمع أصوات أقدام تسير خلفنا وفي كل مرة ننظر فيها إلى الخلف لم نجد شيئًا، بدأت الأمور تتطور، بصراخ أطفال أو بكاء سيدات، وكلما نظرنا تجاه المكان الذي يصدر منه الصوت لم نجد سوء الظلام الدامس.
وصلنا إلى مكان الإضاءة في الطريق، ووقفنا نتلفت يمينا ويسارا، لم يكن هناك أحد سونا نسير في الشارع، وما إن قررنا استئناف السير وجدنا رجلا لم نتمكن من رؤية ملامحه يرتدي عباءة رمادية، يمر بجوارنا، ألقينا السلام عليه، لكنه لم يرد، التفتنا إليه مرة أخرى فكانت الصدمة، إنه غير موجود في المكان تماما.
وفي تلك اللحظة، شاهدنا فتاة في الثلاثينات، تجلس الظلام، ووجها على القبر بجانبها تبكي بشدة، وكان جسدها ملفوفا في شاش يكسوه اللون الأحمر «الدم»، رفعت الفتاة رأسها ونظرت نحونا، فوقفنا وكأننا تجمدنا في أماكننا لا نقوى على الحركة، مررنا بلحظاتٍ شديدة الرعب، حتى رفعت يدها وأشارت إلينا، وهي لا تزال تبكي.
اقتربت منا ببضع خطوات، في تلك اللحظة سقطت منا واحدة على الأرض مغشية عليها بعدما رأت وجهها الذي أكلته النار، والتفت الفتيات حولها يحاولن إفاقتها لنخرج من هذا المكان، وأنا ما زلت في مكاني، غير مستوعب ما يحدث، حتى استدارت هذه الفتاة واتجهت نحو القبر مرة أخرى واختفت، في الظلام.
بعدها سمعت أصواتا متداخلة لأطفال تبكي، وسيدات تستغيث، وآخرون يصرخون، ساعدت الفتيات في حمل زميلتنا وطلبت منهن الإسراع من خطواتنا لنخرج إلى الطريق، بالفعل في أقل من دقيقة كنا نقف في انتظار سيارة، وعاد كل منا إلى بيته، لكن ما حدث بعد ذلك كان أسوأ.
حتى هذه اللحظة لا تزال تلك الفتاة تظهر لي في كل مكان أذهب إليها وكأنها تطاردني، إلى أن وجدتها مرة في المنزل، وتحديدا في غرفتي، ولا توجد على يديها أو وجهها الشاش الذي يغطيها، وكان منظرها مخيفا جدا، ولا أعرف ماذا أفعل؟
يتبع....
تعليقات الفيسبوك